responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 323

بن الخطّاب و «عائشة» بنت أبي بكر [1]، و بما أن مثل هذه الحالات السلبية تعتبر ظاهرة خطيرة في بيت النبوّة فيما لو تكررت في المستقبل فإنّ اللَّه تعالى يحذّرهما في هذه الآية من الاستمرار في سلوك هذا الطريق الشائن و يقول:

«وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ».

و هذا التعبير يشير إلى هذه الحقيقة و هي أن هذه الواقعة قد أضرّت بالنبي الأكرم صلى الله عليه و آله كثيراً و آلمت قلبه الطاهر إلى درجة أن اللَّه تعالى يهبُّ للدفاع عنه، و رغم أن القدرة الإلهية كافية في عملية الدفاع عن النبي إلّا أن القرآن الكريم أضاف إليها حماية جبرئيل و المؤمنين الصالحين و الملائكة في دفاعهم عن رسول اللَّه.

من هو صالح المؤمنين؟

إنّ ما يلفت النظر في الآية المذكورة و يقع في البحث هو أنه: ما المراد من عبارة «صالح المؤمنين»؟ هل يقصد بها شخص معيّن، أو أن هذا التعبير شامل لجميع المؤمنين الصالحين؟

بلا شك أن «صالح المؤمنين» له معنى شامل و عام بحسب الظاهر حيث يستوعب جميع المؤمنين الصالحين و المتقين رغم أن كلمة «صالح» قد وردت في هذه الجملة بصيغة المفرد لا الجمع، و لكن بما أنها استعملت بمعنى الجنس فيستفاد منها المفهوم العام، و لكن لا شكّ أن مفهوم «صالح المؤمنين» له مصداق أتمّ و أكمل، و يستفاد من خلال الروايات المتعددة أن هذا المصداق الأكمل و الفرد الأتم هو «أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام» و هذا المعنى ذكره الكثير من علماء أهل السنّة في كتبهم و من ذلك:

1- العلّامة الثعلبي‌ [2].


[1] يقول ابن عبّاس: «سألت عمر: من اللتان تظاهرتا على النبي من أزواجه؟ فقال: تلك حفصة و عائشة. قال: فقلت و اللَّه إن كنت لُاريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فاسألني فإن كان لي علم أخبرتك به، قال: ثمّ قال عمر: و اللَّه إن كنا في الجاهلية ما نعدّ النساء أمراً حتّى أنزل اللَّه فيهنّ ما أنزل و قَسَم لهنّ ما قَسَم. (صحيح البخاري: ج 6، ص 195، سورة التحريم).

[2] العمدة لابن بطريق: ص 152 نقلًا عن احقاق الحقّ: ج 3، ص 311.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست