responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 298

يهتدي الناس بنور إيمانهم إلى خطّ الصلاح و التقوى و الانفتاح على اللَّه، و هذا المعنى هو الذي يبعث المحبّة لهم في قلوب الآخرين و بالتالي يستوجب رضا أهل البيت عليهم السلام عنهم و سرورهم بمثل هؤلاء الأتباع، لا أن يتحرك الشيعة بشكل يبعث على خجل هؤلاء الأولياء من أعمالهم‌ [1].

مباحث اخرى‌

1- نفوذ المحبّة في قلوب الجميع‌

إنّ ظاهر الآية الشريفة هي أن الإيمان و العمل الصالح لا يستوجبان فقط نفوذ المحبّة في قلوب المؤمنين بالنسبة إلى ذلك الشخص بل إنّ شعلة هذه المحبّة تسري إلى قلوب غير المؤمنين و تعمل على تسخيرها و لهذا فإنّ أعداء الإمام علي عليه السلام أيضاً يشعرون بالمحبّة له رغم أن أهواءهم النفسانية لا تسمح لهم بإظهار هذا الحبّ و لكن قد يفلت من كلماتهم هذا الأمر.

و هذا ما ورد في كتب التاريخ مراراً من أن معاوية كان يسأل من بعض شيعة الإمام علي عليه السلام عند ملاقاتهم به عن حالات أمير المؤمنين و أفعاله، و بعد أن يستمع لما يذكرونه من ثناء و مدح لأمير المؤمنين يؤيدهم في ذلك‌ [2].

و أما عمرو بن العاص و هو الرجل الثاني من قادة العصيان و التمرد و الانحراف و الذي يعدّ الشريك الأوّل لجرائم معاوية بل إنّ معاوية كان يأتي بالدرجة الثانية في المكر و الحيلة و الإفساد بعد عمرو بن العاص، هذا الشخص يقول في قصيدته المعروفة باسم «الجلجليّة» [3]


[1] و قد ورد هذا المعنى في الروايات الشريفة أيضاً، و من ذلك ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «كونوا لنا زيناً و لا تكونوا علينا شيناً» (بحار الأنوار: ج 68، ص 286) و مثله ما ورد عن الإمام الرضا و الإمام الحسن العسكري عليهما السلام. (بحار الأنوار: ج 75، ص 348 و 372).

[2] و قد أوردنا نماذج من هذه المحاورات في كتاب «110 قصة من حياة الإمام علي» الفصل الخامس.

[3] إن السبب الذي دفع عمرو بن العاص إلى إنشاد هذه القصيدة أن معاوية عند ما ولّاه على مصر كان المفروض أن يرسل بعض خراجها إلى الحكومة المركزية في الشام كما هو السائد في الإمارات في ذلك الزمان، إلّا أن عمرو بن العاص أبى‌ ذلك، فأرسل إليه معاوية كتاباً يوبّخه فيه فاضطر عمرو إلى إرسال بعض خراج مصر إلى معاوية، و لكنه لما رأى أن معاوية قد نسى خدماته الجليلة له و إنقاذه لحكومة الشام في ظروف صعبة و مواقف حرجة، كتب إلى معاوية هذه القصيدة، و عند ما قرأها معاوية فكأنه ندم على ما صدر منه تجاه عمرو بن العاص و أمر بأن يترك لحاله و لا يؤخذ من خراج مصر شيئاً.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست