اعتنق
الإسلام و آمن بالرسول صلى الله عليه و آله و بذل النصرة و على فرض قبول عدم بلوغه
في ذلك الوقت فإن ذلك لا يقلل شيئاً من هذه الفضيلة.
أوّل
المؤمنين، امتياز كبير
و لعلّ البعض
يتصور بأن «أوّل المؤمنين» لا يعدُّ امتيازاً و فضيلةً لأمير المؤمنين و لا يختلف
الحال بين من سبق الناس إلى الإيمان و بين من التحق بالإسلام بعده، و لكنّ الإنصاف
هو وجود تفاوت كبير و بون شاسع بينهما، و لأجل توضيح هذا المطلب نستعرض قصة «سحرة
فرعون»:
يذكر القرآن
الكريم أن فرعون أمر بأن يجمعوا له جميع السحرة من سائر بلاد مصر لمواجهة النبي
موسى عليه السلام، و في اليوم الموعود أحضرهم جميعاً و بذل لهم الوعود الكثيرة و
منها أن يكونوا من المقرّبين إلى البلاط الفرعوني «قال نعم و إنكم إذن لمن
المقرّبين» [1].
و قد هيّأ
فرعون جميع مستلزمات النصر و الغلبة في ذلك اليوم بحيث كان مطمئناً إلى انتصاره في
مواجهة موسى و هارون و حلّ ذلك اليوم، و ألقى السحرة في البداية عِصيّهم و حبالهم
و سحروا أعين الناس و انقلبت هذه العصي و الحبال إلى أفاعي و ثعابين مخيفة.
ثمّ إنّ موسى
عليه السلام ألقى عصاه بأمر من اللَّه تعالى نحو سحر السحرة فانقلبت العصى إلى
ثعبان عظيم و بدأ يلتقم حبالهم و عِصيّهم و حطّم بذلك سحرهم و مكيدتهم، فأدرك
السحرة أن هذا الشخص ليس بساحر و أنه مؤيّد من قبل اللَّه تعالى و لذلك سجدوا
جميعاً و قالوا:
و كان إيمان
هؤلاء السحرة الذين جمعهم فرعون لغرض مواجهة موسى، مؤثراً بشدّة في تقوية و دعم
جبهة الحقّ و يعدّ ضربة قاصمة إلى فرعون و الملأ، لأن الناس عند ما شاهدوا أن
السحرة أنفسهم آمنوا و صدّقوا بموسى و ميّزوا بين «المعجزة» و بين «السحر» كان
ذلك