responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 273

و طبقاً لصريح هذه الآية الشريفة فإنّ عدم قبول الآيات الإلهية و إنكار الكتب السماوية و معجزات الأنبياء يعدّ نوعاً من الظلم لهذه الآيات الإلهية لأنّ الإنسان عند ما يتحرك لمنع الشي‌ء القابل لهداية الناس من التأثير و الفاعلية، ففي الحقيقة إنه يرتكب ظلماً بحقّه، مضافاً إلى أنه ظلم الناس حقّهم في الاستفادة منه، و عليه فإنّ الأشخاص الذين يعملون على تشويه سمعة الإسلام أو يقومون بالإساءة إلى الإسلام من خلال أعمالهم القبيحة أو يتحركون على مستوى تفسير و تأويل قوانين الإسلام حسب رأيهم و أفكارهم فكلُّ ذلك من أشكال الظلم للإسلام.

و الخلاصة هي أن أظلم الناس هو الشخص الذي يكذب على اللَّه و على رسوله، و عقوبة مثل هذا الشخص شديدة جدّاً كما وردت في الآية الشريفة:

«أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ» فإنّ مصير مثل هذا الإنسان الظالم الذي ظلم نفسه و مجتمعه و الآيات الإلهية هو جهنم، فهي مثوى للكافرين، فهنا نرى أن الآية الشريفة لا تصرّح ببيان عاقبة أظلم الناس بل طرحت المسألة على شكل سؤال و استفهام، و هذا بنفسه تعبير دقيق و يحتاج إلى التأمل حيث إنّ مثل هذا المصير و مثل هذه العقوبة لهؤلاء الأشخاص تكون متوقعة لدى جميع الناس.

«وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ».

أما الطائفة الثانية فتقع في النقطة المقابلة للطائفة الاولى فهم الذين يصدّقون بمن جاء بالنبوّة الصادقة و يصدّقون كذلك برسالتهم فهؤلاء هم المتّقون، فرغم أن الآية الشريفة لا تذكر مفردة «أتقى» و لكننا يمكننا أن نفهم بدليلين أن هاتين الفئتين هم أتقى الناس: أحدهما بقرينة المقابلة مع الطائفة السابقة و هم أظلم الناس، أي أن الآية عند ما تجعلهم في مقابل المكذّبين للَّه و رسوله و في مقابل أظلم الناس فإنّ هؤلاء المصدّقين باللَّه و رسوله هم أتقى‌ الناس حتماً، و الآخر إنّ جملة «هم المتقون» تدلُّ على الحصر، و تعني أن هؤلاء هم أهل التقوى فقط و هم المتقون الحقيقيون، و على هذا الأساس فإنّ المثوبات المقررة لهؤلاء المتقين في القرآن الكريم تختص بهؤلاء الأشخاص الذين أشارت إليهم هذه الآية الشريفة مضافاً

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست