responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 267

هل تعدّ هذه المهمة فضيلة؟

سؤال: طبقاً لما تقدّم آنفاً إنّ الإمام علي عليه السلام أصبح مأموراً من قبل النبي صلى الله عليه و آله بإبلاغ الآيات الاولى من سورة التوبة إلى المشركين في أيّام الحجّ، و قد كانت هذه المأمورية بعهدة أبي بكر في البداية إلّا أن رسول اللَّه أخذها منه و دفعها إلى علي ابن أبي طالب عليه السلام فهل يعدُّ ذلك فضيلة للإمام علي عليه السلام؟

الجواب: إنّ بعض المتعصبين تحركوا على مستوى تهميش هذه الفضيلة و التقليل من أهميّتها فقالوا: إنّ علّة تبديل هذه المأمورية هو ما كان من التقاليد الرسمية و الأعراف بين العرب، لأن العرب كانوا عند ما يريدون إرسال رسالة إلى شخص معين يقوم صاحب الرسالة نفسه أو يختار واحداً من أهل بيته و أرحامه لأداء هذه الرسالة و ايصالها إلى الطرف الآخر، و لهذا عزل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله أبا بكر و أرسل علي عليه السلام مكانه، و عليه فإنّ هذه المأمورية المذكورة لا تعدُّ فضيلة للإمام علي عليه السلام‌ [1].

و لكنّ الإنصاف أن هذا الكلام بعيد جدّاً عن الحقيقة لأنه:

أوّلًا: من أين ثبت أن التقاليد العربية كانت كذلك؟ و أيُّ كتاب ذكر هذه القضية؟ و هل يمكن إلغاء فضيلة مهمة لمجرد احتمال غير ثابت؟

ثانياً: على فرض وجود مثل هذا العرف بين العرب في ذلك الوقت فإنّ تغيير المؤدي لهذه الرسالة المهمة لا يرتبط بتقاليد العرب و أعرافهم لأن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله كما ورد في الروايات المذكورة آنفاً قد تلقى الأمر بذلك من اللَّه تعالى.

و على هذا الأساس فلا شكّ في أن هذه المهمة و المأمورية تعدّ فضيلة كبيرة للإمام علي عليه السلام، و مع الالتفات إلى هذا المطلب فلو أن اللَّه تعالى أراد أن ينصب خليفة على المسلمين بعد رسول اللَّه فلا بدّ أن يكون هذا الإنسان هو الأفضل و له فضائل أكثر، و إذا أراد الناس انتخاب شخص لهذا الغرض فلا بدّ أن يكون هو الأفضل بمقتضى العقل.


[1] الكشّاف: ج 2، ص 244.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست