responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 259

سؤال: هل يعقل أنّ أهل الجنّة يعيشون الحسد و الحقد و مع ذلك يدخلهم اللَّه الجنّة؟

الجواب: يستفاد من بعض الروايات أن بعض الدرجات الخفيفة للحسد و الحقد يمكنها أن تكون لدى المؤمن و ما لم يظهرها الإنسان لا تحسب ذنباً و معصية و لا تتنافى مع الإيمان‌ [1]، و بهذا فإنّ اللَّه تعالى يطهّر قلوب هؤلاء المؤمنين من أهل الجنّة من هذه الدرجة الضعيفة من الحسد و الحقد ليعيشوا في الجنّة بكامل السعادة و الطمأنينة و الراحة النفسية.

«تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ» إنّ أهل الجنّة يسكنون في قصور و بيوت تجري من تحتها الأنهار، أي أن اللَّه تعالى قد بنى‌ لهم هذه القصور و البيوت على الأنهار الجارية، و هذا من جملة النعم الاخروية على أصحاب الجنّة و التي وردت في الكثير من الآيات الشريفة.

«وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ» فعند ما يشاهد أهل الجنّة كلُّ هذه النعم العظيمة و الألطاف الإلهيّة الجليّة يتوجهون إلى ربّهم من موقع الشكر و الثناء و يقولون: الحمد الذي هدانا لهذه النعم و المواهب الكثيرة و لو لا عناية اللَّه و رعايته ما كنّا لنهتدي إليها و لا نسلك الطريق إلى الجنّة، و أنّ رسل اللَّه و أنبياءه كانوا يقولون الحقّ، أجل، فإنّ أهل الجنّة يعترفون بأن الهداية التشريعية للأنبياء و الأولياء و الكتب السماوية و كذلك الهداية التكوينية المنبعثة من الجوانب النفسانية و الفطرية المودعة في وجود الإنسان هي التي أدّت بهم إلى اختيار طريق الجنّة و كسب رضا اللَّه تعالى و نيل ألطافه و عناياته.

«وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» فبعد أن يشكر أهل الجنّة اللَّه تعالى على عظيم نِعمه التي لا تحصى‌ يقال لهم أن أدخلوا الجنّة فهي التي ورثتموها بأعمالكم.

«وَ نادى‌ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا» فعند ما يستقر أهل الجنّة في مساكنهم و قصورهم و ينظرون إلى ما حولهم بحثاً عن أصدقائهم و معارفهم لا يجدون أفراداً منهم و يدركون أنهم صاروا من أهل النار و حرموا الورود إلى الجنّة و بذلك يخاطبون أهل النار:


[1] المنار، ج 8، ص 421 نقلًا عن التفسير الامثل: ذيل الآية مورد البحث.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست