responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 254

تؤيد أنها واردة في شأن الإمام علي عليه السلام، يثار هنا سؤال آخر و هو: كيف يمكن أن يشهد الإمام علي عليه السلام على نبوّة و رسالة النبي محمّد صلى الله عليه و آله؟

و في مقام الجواب عن هذا السؤال نذكر مثالين على ذلك:

ألف) إذا دخل أحد الأشخاص مدينة معيّنة و لم يكن له فيها أيُّ شخص يعرفه، و حينما يحين وقت يتوجه إلى المسجد ليدرك فضيلة صلاة الجماعة و فضيلة الصلاة أوّل الوقت، فمع العلم بأنه لا يعرف أحداً من هذه المدينة كيف يمكنه أن يتثبت من عدالة إمام الجماعة و يقتدي به؟

يقول الفقهاء: إنّ مجرد حضور مجموعة من الأشخاص من أهل الاطلاع و الفضل و اقتداءهم به يمكنه أن يكون بمثابة الشهادة على عدالة إمام الجماعة، من قبيل أن مئات من رجال الدين و الشيوخ يقتدون به في صلاتهم، فمن هنا يتبيّن لنا عدالة إمام الجماعة من خلال اقتداء المأمومين هؤلاء.

ب) إذا رأينا شخصاً من أهل الخبرة و الفضل و مورد احترام الناس يأتي إلى استاذ من الأساتذة و يجلس بين يديه ليتعلم و يتتلمذ على يد هذا الاستاذ الذي لا نعرفه إطلاقاً، فمن خلال معرفتنا بعلم و فضل التلميذ ندرك عظمة الاستاذ و علمه الواسع، و على سبيل المثال إذا رأينا الشيخ الأنصاري أو العلّامة الحلّي يدرسان و يتعلمان عند استاذ غير معروف، فمن خلال التلميذ ندرك عظمة الاستاذ.

و بالنظر إلى هذين المثالين نجيب على السؤال المذكور:

عند ما نطالع شخصية الإمام علي عليه السلام و نراه متفوقاً في جميع الصفات الأخلاقية و الإنسانية نرى أنّ مثل هذا الإنسان مع عظيم علمه و معرفته بحيث إنّ الإنسان الذي يقرأ «نهج البلاغة» و يتدبر فيه و فيما يتضمنه من معارف عميقة و علوم غزيرة لا يصدّق أن هذا الكتاب هو حصيلة ترشحات من فكر إنسان، و لهذا قيل عن نهج البلاغة: «دون كلام الخالق و أعلى من كلام المخلوق».

الإمام علي مع ذلك القضاء العجيب و المحيّر في أدق المشكلات و المحاكمات و الذي نجح بأفضل وجه في ردّ حقوق المظلومين ...

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست