يذكر
العلّامة الطبرسي في مجمع البيان ثلاث نظريات في هذا المجال:
1- أن المراد
بقوله «مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» هو اللَّه
تعالى، و في الحقيقة فهذه الجملة بمثابة عطف تفسيري على «باللَّه» الذي ورد في صدر
الآية، فكليهما بمعنى واحد، و عليه ففي هذه الآية الشريفة لا يوجد أكثر من شاهد
واحد يشهد على صدق ادعاء نبي الإسلام صلى الله عليه و آله و هو اللَّه تعالى
[1].
و لكنّ هذه
النظرية مردودة، لأن الأصل الأولي في العطف هو التعدد و الجملة المعطوفة تقرر
مطلباً جديداً غير المعطوف عليه، و العطف التفسيري خلاف الأصل، و هذه الحقيقة يذعن
لها علماء اللغة و الأدب العربي، و عليه فما لم يتوفر لنا دليل معتبر على أن
الجملة أعلاه هي عطف تفسيري، فلا بدّ من حملها على معنىً آخر غير المعطوف عليه
لئلّا نقع في إشكالية التكرار، و لذلك فالنظرية الاولى غير مقبولة.
2- و منهم من
ذهب إلى أن المراد من جملة «مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ
الْكِتابِ» هم اولئك الأشخاص من أهل الذمّة الذين اعتنقوا الإسلام و منهم «عبد
اللّه ابن سلام» [2] العالم اليهودي، و لكنه كان
منصفاً و قد قرأ علامات نبوّة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله في التوراة و عند
ما رآها منطبقة على محمّد بن عبد اللّه صلى الله عليه و آله و علم أنه مرسل من
اللَّه تعالى آمن به في حين أنه لو بقي على دين اليهودية كان يحظى بمنزلة كبيرة
بينهم و قد يحصل من ذلك الكثير من الأموال و الثروات، و لكنه عند ما علم بحقيقة
الأمر سحق أهواءه النفسية و اعتنق الإسلام، و لهذا فإن هذا الشخص هو الذي عنده
«علم الكتاب» أي كان يعلم بعلائم النبي في التوراة و يشهد بذلك، إذن فإن هذه الآية
تقرر شاهدين على صدق ادعاء النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، و بعبارة اخرى إنّ
اللَّه تعالى و الكتب السماوية السابقة تشهد بصدق نبوّة نبي الإسلام صلى الله عليه
و آله.
و لكنّ هذه
النظرية أيضاً غير مقبولة، لأن سورة الرعد من السور المكية في حين أن