في هذه
الأثناء عم الناس النشاط و الحركة، و أخذوا يهنئون عليّاً عليه السلام بهذا
المقام، و كان من الذين هنئوه، أبو بكر و عمر حيث نطقا بهذه العبارة أمام أعين
الحاضرين:
أثناء ذلك
قال ابن عبّاس: «و اللَّه إنه عهد سيبقى في أعناقهم»، و استاذن النبي صلى الله
عليه و آله الشاعر المعروف «حسان بن ثابت» لينشد شعراً بهذه المناسبة، ثمّ استهل
قصيدته المعروفة:
لقد اطّلعنا
بشكل إجمالي على حديث الغدير المتواتر، و العبارة المشهورة التي جاءت عن رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله في جميع الكتب و هي: «مَنْ
كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاهُ» توضح الكثير من الحقائق و إن
أصرّ كثيرٌ من كتّاب أهل السنّة على تفسير كلمة «المولى»
هنا بمعنى «الصديق و المحبّ و الناصر»، لأنّ هذا
أحد المعاني المعروفة ل «المولى».
و نحن نسلّم
بأنّ إحدى معاني «المولى» الصديق و
المحب و الناصر، إلّا أنّ ثمة قرائن عديدة تثبّت أنّ المولى في الحديث أعلاه
تعني «الولي و المشرف و القائد» و هي كما
يلي بإيجاز:
[1] روى هذا الشعر جماعة من كبار علماء السنّة
منهم: الحافظ «أبو نعيم الاصفهاني»، و الحافظ «أبو سعيد السجستاني»، و «الخوارزمي
المالكي»، و الحافظ «أبو عبد اللّه المرزباني»، و «الكنجي الشافعي»، و «جلال الدين
السيوطي»، و «سبط بن الجوزي»، و «صدر الدين الحموي».