responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 225

و لهذا السبب أخّروا هجومهم إلى بواكر الصباح، و عند ما حانت اللحظة المناسبة و هجموا على بيت النبي صلى الله عليه و آله و هم يقصدون قتله، قام الإمام علي عليه السلام من الفراش قبل أن يصلوا إليه و صاح بهم: ما ذا تريدون؟

و عند ما تفاجأ المشركون بهذا الأمر و رأوا علي ابن أبي طالب في فراش النبي أخذتهم الدهشة و قالوا: يا عليّ نحن نريد محمّداً فأين هو؟

فأجابهم: هل أودعتموه عندي حتّى تطلبوه مني؟

فتحيّروا في جوابه و ما ذا يصنعون به، هل يقتلونه أو يتركونه؟ فقال أبو جهل: لنترك هذا الشاب المغامر فقد خدعه محمّد و أنامه في فراشه لينجو بنفسه.

فلمّا سمع الإمام علي عليه السلام بهذه الكلمات الموهنة له و لرسول اللَّه قال بمنتهى الشجاعة و الجرأة:

أَ لي تَقُولُ هذا يا ابا جَهْل! إن اللَّه قَدْ اعْطانِي مِنَ الْعَقْلِ ما لَوْ قُسِّمَ عَلى جَميعِ حُمَقاءِ الدُّنْيا وَ مَجانينِها لَصاروُا بِهِ عُقلاءَ، وَ مِنَ الْقُوَّةِ ما لَوْ قُسِّمَ عَلى جَميعِ ضُعَفاءِ الدُّنْيا لَصاروُا بِهِ اقْويَاءَ، وَ مِنَ الشُّجاعَةِ ما لَوْ قُسِّمَ عَلَى جَميعِ جُبَناءِ الدُّنْيا لَصاروُا بِهِ شَجْعاناً. [1]

فأنا قد عرفت نبي الإسلام صلى الله عليه و آله و آمنت بالإسلام عن معرفة و لذلك تقدّمت إلى هذا العمل بكلِّ إخلاص و إيمان، و بعد أن حدثت بينهما مشادّة خرج أعداء الإسلام من بيت النبوّة خجلين و آيسين و خرج الإمام علي عليه السلام من هذه الواقعة مرفوع الرأس و مسروراً لأدائه المهمة الرسالية.

3- اللَّه تعالى يباهي بإيثار أمير المؤمنين عليه السلام‌

لقد أورد «الثعلبي» و هو أحد مفسّري أهل السنّة المعروفين للآية مورد البحث، رواية جميلة و جذّابة حول حادثة ليلة المبيت نذكرها هنا كما رواها هو:


[1] بحار الأنوار: ج 19، ص 83.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست