و قد نرى من
البعض أنهم يسعون في تفسير الآية الشريفة بعيداً عن المفهوم منها و المدلول
الحقيقي لها و ذلك لما تحمل هذه الآية الشريفة من مضامين تتعلق بمسألة الخلافة و
الإمامة، حتّى لا يتمكن أحد من الاستدلال بها على خلافة أمير المؤمنين عليه
السلام، و هنا نستعرض بعض الشبهات و علامات الاستفهام و نجيب عنها:
1- آية
ليلة المبيت تتعلق بالآمرين بالمعروف
العلّامة
الطبرسي و هو المفسّر الشيعي المعروف نقل رواية مرسلة عن أهل السنّة تتحدّث عن هذه
الآية الشريفة و أنها نزلت في شأن من قتل في طريق الأمر بالمعروف و النهي عن
المنكر [1] و عليه فإنّ الآية محل البحث لا ترتبط بشكل أو
بآخر بخلافة أمير المؤمنين و إمامته.
الجواب:
إن سياق آية ليلة المبيت يدلُّ على أن الآية المذكورة ليست واردة في شأن الآمرين
بالمعروف و الناهين عن المنكر، لأنه طبقاً لما تقدّم من الشرح و التفسير أن هناك
خطر كبير يهدد الشخص مورد نظر الآية، و هو الخطر الذي يصل إلى حدّ الموت و القتل،
و مثل هذا الخطر قلّما يتفق للآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر، و عليه فإن
سياق الآية الشريفة يوحي إلى أنها لا ترتبط بمسألة الأمر بالمعروف و النهي عن
المنكر، مضافاً إلى أن الرواية المذكورة مرسلة و ليست بحجّة.
2- إنّ
الآية مورد البحث واردة في شأن أبي ذرّ
و يرى البعض
أن الآية الشريفة واردة في شأن أبي ذرّ الغفاري [2]
الصحابي المعروف للنبي الأكرم صلى الله عليه و آله و لا ترتبط بمسألة إمامة أمير
المؤمنين عليه السلام و خلافته.
[2] اسم أبي ذر «جندب» و اسم أبيه «جنادة» و قيل
«السكن»، و كان من كبار صحابة النبي صلى الله عليه و آله و رجلًا عظيماً و جليلًا،
و يعدّ من الأشخاص الذين لم يبايعوا أبا بكر. (مستدركات علم الرجال: ج 2، ص 240).