فمن علامات
نفاق الأخنس و سائر المنافقين هو أنهم عند ما يخرجون من مجلسك يتحركون في حياتهم
الفردية و الاجتماعية من موقع الإفساد في الأرض و إهلاك الحرث و النسل رغم علمهم
بأن اللَّه تعالى لا يحبُّ هذه الأعمال القبيحة [2]،
و طبعاً هناك احتمال أن كلمة «تولّى» تعني الولاية و الحكومة، أي أن هؤلاء الأشخاص
إذا استلموا زمام الامور و تولّوا أمر الحكومة و السلطة أفسدوا في الأرض و زرعوا
بذور النزاعات و الفساد و الانحطاط و عملوا على تخريب المزارع و إهلاك الأنعام.
و قد ورد أنّ
«الأخنس» جاء إلى منطقة في بلاد الإسلام و شرع في الإفساد و تخريب مزارع المسلمين
في تلك المنطقة و قتل أغنامهم و حيواناتهم [3]،
و لكنه عند ما جاء إلى النبي الأكرم صلى الله عليه و آله شرع بالتملّق و التحدّث
بكلمات معسولة خادعة.
و عند ما
يسعى المؤمن في نصيحة هؤلاء الأشخاص و تحذيرهم من مغبّة هذه الأعمال و يحثّهم على
تقوى اللَّه تعالى و اجتناب الأعمال الإجرامية، و الخلاصة عند ما يتحرّك على
مستوى أمرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر فإن هؤلاء المنافقين ليس فقط لا يستمعون
إلى
[2] هذه الآية الشريفة تقرر أن الإسلام قبل 1400
عام كان يهتم بشكل خاصّ بالمحافظة على البيئة و الطبيعة حيث يعبّر عن تخريب البيئة
ب «الإفساد في الأرض» و جعل ذلك من علامات النفاق و العداوة للإسلام، و توجد في
سائر الآيات القرآنية شواهد كثيرة على اهتمام الإسلام بحفظ الطبيعة.