عظيمة جدّاً،
لأن المشتري فيها يشتري ما يتعلّق به و ما هو ملكه بأغلى الأثمان من البائع، أ لا
تعتبر هذه المعاملة من قبيل «الفوز العظيم»، أ لا تستحق التبريك و التهنئة؟
الآية
الثانية: ما ورد في الآيات 10- 13 من سورة الصف من موضوع تجارة اخرى بين
اللَّه و عباده حيث نقرأ في هذه الآيات الأربع:
في هذه
المعاملة المربحة نجد أيضاً أن البائع هو المؤمنين، و المشتري هو اللَّه تعالى، و
البضاعة أو المبيع هو نفس روح الإنسان المؤمن، و قيمتها غفران الذنوب و دخول
الجنّة، المساكن الطيبة فيها، النصر القريب (فتح مكّة)، و هكذا نرى أن اللَّه
تعالى يعبّر عن هذه المعاملة و التجارة الكبيرة بعبارة «الفوز العظيم» و يبارك و
يهنئ هؤلاء المتاجرون.
الآية
الثالثة: ما ورد في سورة البقرة الآية 107 (الآية محل البحث)، و كما رأينا أن
البائع هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام و المشتري هو اللَّه تعالى، و البضاعة في
هذه المعاملة هو روح عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و الثمن هو رضا اللَّه تعالى.
المقارنة
بين المعاملات الثلاث
رأينا أن
الآيات الكريمة تتحدّث عن ثلاث معاملات وردت في سورة التوبة، الصف، البقرة، و قد
تقدّم شرحاً لما ورد فيها و نجد أوجه للتشابه فيما بينها من قبيل أن اللَّه تعالى
في كلّ هذه المعاملات الثلاث هو المشتري، و البائع هم المؤمنون، و البضاعة مورد
المعاملة هي أرواح المؤمنين و أنفسهم، و لكن هنا تفاوت في قيمة هذه الأجناس في
كلِّ واحدة منها، فتارة يشتري اللَّه تعالى نفوس المؤمنين في مقابل الجنّة، و اخرى
يشتريها بثمن أعلى، فمضافاً إلى الجنّة هناك المساكن الطيبة و غفران الذنوب و
النصر الدنيوي، و لكن في المعاملة الثالثة و هي الآية محل البحث (آية ليلة المبيت)
نرى أعلى الأثمان و القيم ألا و هو رضا اللَّه تعالى،