responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 214

و النتيجة هي أن جميع علماء الإسلام من الشيعة و السنّة متّفقون على أن آية ليلة المبيت نزلت في شأن أمير المؤمنين عليه السلام و ما قام به من تضحية و إيثار عظيم.

الشرح و التفسير: التجارة الرابحة

«وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ» فبعض الناس يضحّون بأنفسهم في سبيل مرضات اللَّه و التقرّب إليه، و كما تقدّم أن عليّ بن أبي طالب قام بهذا العمل العظيم و باع نفسه في تلك الليلة ابتغاء مرضات اللَّه و كان المشتري هو اللَّه تعالى، و قيمة هذه البضاعة هو رضا اللَّه تعالى.

«وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ» فهل يمكن أن يتصور مفهوم اللطف و الرأفة أعلى من كون اللَّه تعالى هو الذي يشتري روح الإنسان بأغلى ثمن؟

المعاملة مع اللَّه‌

هناك ثلاث آيات في القرآن الكريم تتحدّث عن المعاملة مع اللَّه تعالى و لا بأس بالإشارة إليها و إجراء مقارنة بين مضامينها:

الآية الاولى: ما ورد في سورة التوبة الآية 111:

«إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى‌ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ».

في هذه المعاملة و التجارة العظيمة نرى أن اللَّه تعالى من جهة هو المشتري، و المؤمنون و المجاهدون هم البائع، و البضاعة الموضوعة للتجارة هي نفوس المؤمنين و أرواحهم، و الثمن هو الجنّة، و اللطيف في الأمر أن سند أو وثيقة هذه المعاملة مكتوبة في ثلاث كتب سماوية معتبرة (القرآن و الإنجيل و التوراة)، و هذه المعاملة المباركة تحدّثت عنها هذه الآية الشريفة بأنها «فوز عظيم» و باركت للبائعين على هذه الصفقة، و الحقيقة أن هذه المعاملة و التجارة

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست