و النتيجة هي
أن جميع علماء الإسلام من الشيعة و السنّة متّفقون على أن آية ليلة المبيت نزلت في
شأن أمير المؤمنين عليه السلام و ما قام به من تضحية و إيثار عظيم.
الشرح و
التفسير: التجارة الرابحة
«وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ
ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ» فبعض الناس يضحّون بأنفسهم في سبيل
مرضات اللَّه و التقرّب إليه، و كما تقدّم أن عليّ بن أبي طالب قام بهذا العمل
العظيم و باع نفسه في تلك الليلة ابتغاء مرضات اللَّه و كان المشتري هو اللَّه
تعالى، و قيمة هذه البضاعة هو رضا اللَّه تعالى.
«وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ»
فهل يمكن أن يتصور مفهوم اللطف و الرأفة أعلى من كون اللَّه تعالى هو الذي يشتري
روح الإنسان بأغلى ثمن؟
المعاملة
مع اللَّه
هناك ثلاث
آيات في القرآن الكريم تتحدّث عن المعاملة مع اللَّه تعالى و لا بأس بالإشارة
إليها و إجراء مقارنة بين مضامينها:
في هذه
المعاملة و التجارة العظيمة نرى أن اللَّه تعالى من جهة هو المشتري، و المؤمنون و
المجاهدون هم البائع، و البضاعة الموضوعة للتجارة هي نفوس المؤمنين و أرواحهم، و
الثمن هو الجنّة، و اللطيف في الأمر أن سند أو وثيقة هذه المعاملة مكتوبة في ثلاث
كتب سماوية معتبرة (القرآن و الإنجيل و التوراة)، و هذه المعاملة المباركة تحدّثت
عنها هذه الآية الشريفة بأنها «فوز عظيم» و باركت للبائعين على هذه الصفقة، و
الحقيقة أن هذه المعاملة و التجارة