responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 200

فعند ما نقول أن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله يشفع لنا عند اللَّه و يتوسط في حلِّ مشكلاتنا ليكون اللَّه تعالى هو الذي يحلّ هذه المشكلة أو يشافي المريض أو يرزق الفقير فإنّ ذلك ليس من الشرك بل هو عين التوحيد.

و بما أن هذا المعنى انعكس في دائرة المفاهيم القرآنية بوضوح فينبغي القول بأن هؤلاء الوهابيين لا يقبلون بالقرآن أيضاً، لأن الآية 49 من سورة آل عمران تردّهم ردّاً قاطعاً و تبطل ادعاءاتهم الفارغة و اتهاماتهم الباطلة و ذلك في قوله تعالى:

«أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ».

فنرى أن عيسى عليه السلام يخاطب بني إسرائيل و يقول بانني بعثت رسولًا إليكم من قبل اللَّه تعالى و معي معجزة، ثمّ يذكر ثلاث معجزات:

1- «أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ».

و هكذا نرى أن المسيح عليه السلام يقول بأنني أصنع لكم طيراً من طين ثمّ أنفخ فيه الحياة و الروح فيتحول هذا التمثال الطيني إلى طائر حي بإذن اللَّه، أي إنني لا أستطيع التأثير في هذه الأشياء في عرض قدرة اللَّه و مشيئته بل إن قدرتي و تأثيري إنّما هي بإذن اللَّه و ليست مهمتي سوى أن أنفخ في هذا التمثال ليتحول إلى طائر فيه حياة و شعور بإذن اللَّه.

2- «وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْيِ الْمَوْتى‌ بِإِذْنِ اللَّهِ».

المعجزة الاخرى‌ لعيسى بن مريم عليه السلام هي شفاء المرضى المزمنين و الأعمى و الأبرص و إحياء الموتى، و طبعاً كلّ هذه الأعمال إنّما أقوم بها بمشيئة اللَّه و إذنه و لا تتصوروا أنني إله أو ابن إله فلست سوى وسيلة لتحقيق هذه الأغراض، و المصدر الحقيقي هو اللَّه تعالى، فإحياء الموتى و شفاء المرضى كلّها صادرة من ساحته المقدسة.

3- «وَ أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ».

العلامة الثالثة لنبوّة عيسى ابن مريم انه كان يخبرهم بما لديهم من أطعمة و أغذية في بيوتهم و يخبرهم بما يأكلون من طعام و شراب كلُّ ذلك بتعليم اللَّه تعالى.

و هذه الآية الشريفة تمثل ردّاً حاسماً على من ينكر الولاية التكوينية أو ينكر مشروعية التوسل و يتصور بأن ذلك يتنافى مع التوحيد الأفعالي، و عليه فإذا نسبنا هذه الأفعال إلى غير اللَّه تعالى و اعتقدنا بأن الإنسان يمكنه أن يؤثّر في عالم الأسباب و المسببات بإذن اللَّه‌

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست