لم تكن له
علاقة جيدة مع الإمام علي عليه السلام) ... إلى أن قال: فلما ضمن اللَّه [له]
بالعصمة و خوّفه أخذ بيد علي بن أبي طالب ثمّ قال: يا أيّها الناس من كنت مولاه
فعلي مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه ... [1].
و الملاحظة
الملفتة هنا هي أنّ الحاكم الحسكاني مؤلف كتاب شواهد التنزيل الذي أورد الرواية
أعلاه هو من أهل السنّة، كما ذكر هذه الرواية جمع آخر من أهل السنّة.
و النتيجة هي
أن الأحاديث و الروايات و أقوال الصحابة و الروايات و آراء المفسّرين و العلماء
كلّها تحكي أنّ آية التبليغ نزلت في موضوع ولاية أمير المؤمنين الإمام علي عليه
السلام.
توصيتان في
آية التبليغ
و بإمكاننا
أن نستوحي ملاحظتان أو توصيتان من أجواء الآية الشريفة:
1-
أنّه بالرغم من أنّ المخاطب في هذه الآية الشريفة هو رسول اللَّه بشخصه إلّا أنّ
وظيفة تبليغ مسألة الولاية و الإمامة و الإجابة على علامات الاستفهام و الشبهات
التي تثار حولها لا تختص بالرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بلا شك، بل هي وظيفة
جميع العلماء و أهل النظر على طول التاريخ.
2-
الاخرى في هذه الآية الشريفة هي أنّ المؤمنين الواقعيين هم الأشخاص الذين يتحركون
في خط الطاعة للَّه تعالى من موقع التسليم و الاذعان للحقّ لا من موقع التعصّب و
العناد و الميول الفئوية و الطائفية و الحزبية بحيث يسلّمون أحياناً و يخالفون
أحياناً اخرى.
و أساساً
فإنّ السرّ في وصول نبي الإسلام لتلك المقامات العالية و المنازل المعنوية الرفيعة
تكمن في عبوديته و تسليمه المحض للَّه تعالى و هو ما نشهد به في كلّ صلاة قبل
الشهادة برسالته و نقول: «اشهد أن محمّداً عبده و رسوله».
و نحن إذا
أردنا نيل تلك المرتبة السامية من القرب الإلهي و أردنا أن نعيش الإيمان