responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 20

لم تكن له علاقة جيدة مع الإمام علي عليه السلام) ... إلى أن قال: فلما ضمن اللَّه [له‌] بالعصمة و خوّفه أخذ بيد علي بن أبي طالب ثمّ قال: يا أيّها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه ... [1].

و الملاحظة الملفتة هنا هي أنّ الحاكم الحسكاني مؤلف كتاب شواهد التنزيل الذي أورد الرواية أعلاه هو من أهل السنّة، كما ذكر هذه الرواية جمع آخر من أهل السنّة.

و النتيجة هي أن الأحاديث و الروايات و أقوال الصحابة و الروايات و آراء المفسّرين و العلماء كلّها تحكي أنّ آية التبليغ نزلت في موضوع ولاية أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام.

توصيتان في آية التبليغ‌

و بإمكاننا أن نستوحي ملاحظتان أو توصيتان من أجواء الآية الشريفة:

1- أنّه بالرغم من أنّ المخاطب في هذه الآية الشريفة هو رسول اللَّه بشخصه إلّا أنّ وظيفة تبليغ مسألة الولاية و الإمامة و الإجابة على علامات الاستفهام و الشبهات التي تثار حولها لا تختص بالرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بلا شك، بل هي وظيفة جميع العلماء و أهل النظر على طول التاريخ.

2- الاخرى في هذه الآية الشريفة هي أنّ المؤمنين الواقعيين هم الأشخاص الذين يتحركون في خط الطاعة للَّه تعالى من موقع التسليم و الاذعان للحقّ لا من موقع التعصّب و العناد و الميول الفئوية و الطائفية و الحزبية بحيث يسلّمون أحياناً و يخالفون أحياناً اخرى.

و أساساً فإنّ السرّ في وصول نبي الإسلام لتلك المقامات العالية و المنازل المعنوية الرفيعة تكمن في عبوديته و تسليمه المحض للَّه تعالى و هو ما نشهد به في كلّ صلاة قبل الشهادة برسالته و نقول: «اشهد أن محمّداً عبده و رسوله».

و نحن إذا أردنا نيل تلك المرتبة السامية من القرب الإلهي و أردنا أن نعيش الإيمان‌


[1] شواهد التنزيل: ج 1، ص 253، ح 248.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست