responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 196

بالعبادة غير اللَّه تعالى، كما يشاهد من بعض الشيعة عند ما يدخلون المشاهد المشرّفة لأحد الأئمّة الأطهار عليهم السلام فإنّهم يقبلون الأرض أو عتبة الباب، فهو في الحقيقة من قبيل سجدة الشكر للَّه تعالى أنه وفقهم لزيارة أوليائه لا أنها سجود للإمام (و العياذ باللَّه) لأن الشيعة لا يعتقدون بأي موجود يستحق العبادة و السجود غير اللَّه تعالى و لا يسجدون لغير اللَّه، و لذلك نوصي الشيعة أن يتركوا هذا العمل أيضاً أي سجدة الشكر أمام الضريح المقدّس دفعاً لهذا التوهم و ألا يكون ذلك ذريعة بيد البعض ليتحركوا ضد الشيعة من موقع التهويل و الاتهام، و على أيّة حال فإنّ العبادة لا تكون إلّا للَّه تعالى.

هذه المراتب الأربع للتوحيد تعتبر المراتب الأصلية للتوحيد رغم وجود مراتب اخرى متفرعة عليها نظير: توحيد الحاكمية [1]، توحيد الشارعية [2]، توحيد المالكية [3]، و أمثال ذلك‌ [4].

و من هنا يتضح أن الإنسان المسلم إذا اعتقد بما ذكر أعلاه من حقيقة التوحيد فإنه كامل الإيمان و موحد في نظر الإسلام، و لكن الوهابيين الذين يدّعون التوحيد و يرفضون الشرك لم يدركوا عمق هذه المراتب للتوحيد الواردة في تعاليم أئمّة أهل البيت عليهم السلام و لذلك فهم يتهمون الآخرين بالشرك دائماً.

الأشاعرة و التفسير الخاطئ للتوحيد الأفعالي‌

الأشاعرة و هم أحد مذاهب أهل السنّة عند ما لم يستوعبوا الفهم الصحيح للتوحيد


[1] المراد من توحيد الحاكمية هو أن تكون مشروعية الحكومات البشرية مستمدة من اللَّه تعالى لا من الناس، و حتّى عند ما يشترك الناس في الانتخابات و يختاروا لهم حاكماً و رئيساً فإن ذلك يقتبس مشروعيته من أمر اللَّه تعالى.

[2] «توحيد الشارعية» يعني أن المقنّن و المشرّع للقوانين هو اللَّه تعالى، فكلّ قانون ينتهي إلى القوانين الإلهية فهو مشروع.

[3] «توحيد المالكية» يعني أن المالك في الحقيقة هو اللَّه تعالى، و أما ما يملكه الناس فهو في الحقيقة أمانة بأيديهم، فكلّ ما لدينا في الحياة هو أمانة موقتة جعلها اللَّه في اختيارنا لأيام معدودة.

[4] للمزيد من التفاصيل حول أقسام التوحيد، انظر: نفحات القرآن: ج 4، للمؤلف.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست