المتعيّن
[1] إذن فلما ذا نحصر الآيات الشريفة بأهل بيت النبوّة؟
الجواب:
أوّلًا: إنّ الشواهد و القرائن الموجودة في الآيات الشريفة لا يمكن تطبيقها على
جميع الأبرار، بل تنطبق على أبرار معينين، مثلًا يستفاد من هذه الآيات أن الأبرار
المقصودين فيها هم الذين نذروا للَّه تعالى و عملوا بذلك النذر و تحركوا من موقع
الإيثار العظيم في إنفاقهم على المسكين و اليتيم و الأسير، و عليه فإنّ الآيات محل
البحث لا تستوعب الأبرار الذين لم يتصفوا بهذه الصفات كالنذر و أشباهه.
ثانياً: على
فرض أن الآيات المذكورة عامّة و شاملة لجميع الأبرار و لكن بدون شك أنها شاملة
لشأن نزولها أيضاً بل إنّ الإمام عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام من أبرز
مصاديق الأبرار قطعاً.
و الخلاصة
إنّ آيات سورة الدهر تعد من مناقب أهل البيت عليهم السلام و فضائلهم و من معالم
أحقيتهم لمقام الإمامة و الخلافة بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
توصيات
الآية
1- أهميّة
إسداء المعونة إلى المحتاجين
إنّ المحور
الأساس الذي تدور حوله الآيات الثمانية عشر في هذه السورة و الذي استوجب كلّ هذه
المثوبات العظيمة هو مسألة إسداء يد العون إلى المحتاجين و المحرومين، و هذا يدلُّ
بوضوح على أهميّة هذه المسألة في دائرة المفاهيم القرآنية و أن اللَّه تعالى يولي
أهمية خاصّة إلى هذا الموضوع، فكلُّ من أراد الدخول تحت مظلّة عناية اللَّه و
رحمته الواسعة يجب أن يهتم بقضاء حوائج المحتاجين و إشباع جوعة الجائعين و رفع
حرمان المحرومين، و لو انه ارتفع في مدارج الكمال أكثر من ذلك و تحرّك من موقع
الإيثار إلى المحتاجين فلا شكّ أنّ عناية اللَّه و لطفه و رحمته ستشمل هذا
الإنسان، و من أجل توضيح هذا الموضوع و بيان أهمية مساعدة المحرومين و المحتاجين
نذكر روايتين في هذا المجال:
[1] و هو مختار الفخر الرازي في التفسير الكبير:
ج 30، ص 244.