أوّلًا:
إنّ الرسول الأكرم كما مرّ آنفاً لم يعلن عن مسألة الخلافة بعده طيلة عمره المبارك
بشكل صريح و رسمي و بتلك الأبعاد الواسعة، و هذه هي المسألة المهمة التي بقيت على
عاتقه في الأيّام الأخيرة من عمره الشريف.
ثانياً:
إنه ليس من بين القضايا و الامور الإسلامية مسألة تعادل في أهميتها و شأنها مسألة
النبوة سوى مسألة الخلافة و الولاية التي تعتبر استمراراً لمسار النبوة، و مقام
الإمامة يرادف مقام النبوة حيث يتكفل الإمام بأداء الوظائف و المسئوليات التي كانت
على عاتق النبي.
ثالثاً:
منذ زمان طرح مسألة الإمامة لأمير المؤمنين بدأت ردود الفعل و المخالفات المتعددة
تبرز على السطح بل قد ظهرت في غدير خم أيضاً حيث جاء شخص إلى النبي الأكرم معترضاً
عليه و قال: «اللّهم إن كان هذا من عندك فأنزل علينا حجارة من السماء» فنزلت عليه
حجارة فأهلكته.
و هكذا هلك
هذا الشخص كما سيأتي تفصيل القصة لاحقاً.
و إذا ضممنا
الآية 41 من سورة المائدة إلى هذه الآية يتضح المطلب بصورة جيدة.
و النتيجة هي
أنّ الآية الشريفة محل البحث مع غض النظر عن الروايات و الأقوال و آراء المفسّرين
و ما أورده المؤرخون في كتبهم تدلّ على خلافة و ولاية الإمام علي عليه السلام.
سؤال:
قد يقال المراد بالمسألة المهمة في هذه الآية هو إشارة إلى الخطر الكامن في عدوّين
كبيرين للإسلام و المسلمين و هما: اليهود و النصارى الّذين كانوا يتحركون دوماً من
موقع العداء للإسلام و منع تقدّم المسلمين و مع هذا كيف تكون هذه الآية مرتبطة
بشأن الولاية و الخلافة؟
الجواب:
إنّ من كانت له أدنى مطالعة و معرفة بتاريخ الإسلام يعلم جيداً أنّ مشكلة اليهود
و النصارى تم حلّها في السنة العاشرة للهجرة حيث تم إخراج قبائل اليهود من بني
قريظة و بني النظير و بني قينقاع و يهود خيبر و سائر قبائل اليهود و النصارى من
الجزيرة العربية حيث أسلم الكثير منهم و اجبر الباقي على الهجرة إلى مناطق اخرى، و
على هذا