responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 169

الجواب: لا يلزم أن يكون الخوف من اللَّه تعالى متلازماً و متزامناً مع الخوف من جهنم و القيامة و العذاب الاخروي بل يمكن أن يعيش الإنسان الخشية و الهيبة من عظمة اللَّه، فعند ما يفكر الإنسان المؤمن بعظمة اللَّه تعالى فإنّ الخوف و الخشية و المهابة تسري في جميع أركان وجوده و مفاصل بدنه، و يكون حاله كما لو توجه لملاقاة شخصية مهمة و أراد أن يقول له شيئاً، فمن المحتمل أن تستولي عظمة ذلك الشخص عليه فلا يستطيع النطق و الكلام حينها رغم أن ذلك الشخص هو إنسان عطوف و حسن الأخلاق جدّاً، و عليه فإنّ هذه الخصلة الخامسة تتفاوت مع الخصلة الثانية و الخوف من اللَّه تعالى يراد به هنا الخوف من عظمة اللَّه و كبريائه.

آيات الأجر و الثواب‌

تقدّم أنّ في هذه السورة أربعة عشر آية من آياتها تتحدّث عن الأجر العظيم الذي ينتظر هؤلاء الأولياء جزاءً لإيثارهم و تضحيتهم اتجاه المحرومين، و لا نجد في القرآن الكريم مثل هذا الثواب العظيم بأي عمل من الأعمال الصالحة التي تصدر من المؤمنين، بمعنى أننا نرى أن خمسة عشر نوعاً من الثواب ورد بصورة متوالية في هذه السورة، و لو أمعنا النظر أكثر في هذه الآيات الأربعة عشر لوجدنا عشرين نوعاً من الثواب على ذلك العمل، و سوف نستعرض هذه المثوبات في 12 فقرة لاحقاً، و لكن قبل بيان هذه المثوبات نرى من الضروري تقديم مقدّمة:

المقارنة بين الثواب الدنيوي و الاخروي‌

بلا شكّ أنّ نعم و مواهب الآخرة تختلف عن نعم و مواهب الدنيا، لأنه بالرغم من استخدام الألفاظ البشرية و القوالب الدنيوية في شرح و توضيح تلكم المواهب الاخروية و لكن يبقى مفهومها و محتواها له ماهية غيبية و اخروية، و على هذا الأساس فما نسمعه و نتصوره من النعم و المواهب الاخروية ليس سوى شبح من حقائق ذلك العالم، و لا ينبغي أن نتوقع إدراك حقائق تلك النعم في هذه الدنيا كما هو الحال في الجنين في بطن امّه حيث لا

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست