الف-
«المسكين» و هذه الكلمة مشتقة من مادّة «سكون» أي الفقر و الحاجة الشديدة بحيث
تدع الإنسان ساكناً و قابعاً إلى الأرض من شدّة الحاجة و الفاقة، فيجب على
المسلمين و المؤمنين أن يأخذوا بيد هؤلاء المحرومين و الفقراء و المساكين الذين لا
يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم و أهلهم ما يحتاجونه من أوّليّات الحياة و المعيشة، و
أن يمدوا يد العون لهؤلاء المحرومين و يشاركوهم في النعم التي يعيشون فيها و
يواسونهم بها.
ب-
«اليتيم» و هو الطفل الذي فقد وليه و أباه، فرغم أنّ اليتيم قد لا يكون
محتاجاً من الناحية المادية و لكنه يعيش أزمة عاطفية و هو في أشد الحاجة إلى
المحبّة و الحنان من الآخرين، و قد ذكروا أنه في إحدى الزلازل التي وقعت أخيراً و
كثرت فيها الضحايا من أهالي المدينة أو القرية عثروا على صبي فقد خمسين شخصاً من
عائلته و أرحامه كالأب و الامّ و الأخوات و الاخوة و الأعمام و العمات و الخالات و
ذرياتهم، و الخلاصة أنه فقد جميع أرحامه و أقربائه، فمثل هذا الشخص يعيش الحاجة الشديدة
إلى المحبّة و العاطفة و سوف ينهار حتماً إن لم يجد من يعوّضه عن هذه الخسارة
المعنوية و الروحية.
ج-
«الأسير» و معناه واضح حيث يقال للشخص الذي ابتعد عن بيته و وطنه و مدينته و
عاش في بلد آخر غريباً و وحيداً، فيمكن للأسير أن يكون ثرياً في وطنه و لكنه بعد وقوعه
في الأسر فانه يستحق المساعدة و المحبّة.
و على أيّة
حال فإنّ الإنسان المؤمن و المسلم يجب أن يمد يد العون في دائرة استطاعته و
امكانيته إلى جميع الأفراد المحرومين و المتضررين في المجتمع، و في هذا الزمان قد
لا يوجد مصداق لأحد هذه الطوائف الثلاث المذكورة في الآية الشريفة، و لكن هناك
طوائف اخرى تعيش الفاقة و الحاجة الشديدة إلى المساعدة و المعونة، المرضى
بالسرطان، و الجذام و الأمراض المزمنة الاخرى، السجناء، البنات اللواتي في سن
الزواج و لكنهنّ محرومات من الذهاب إلى بيت العرس لفقدانهن الجهيزية و وسائل المعيشة،
و هناك طوائف اخرى محتاجة أيضاً.
فهل نحن
نتحرك من موقع الإيثار و الشفقة على هؤلاء المحرومين كما رأينا في سلوك أهل البيت
عليهم السلام؟