responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 150

و يتطابق معه في الاعتبار، و المحبّة التي تفضي إلى الولاية و الإمامة هي التي تنسجم و تتناسب مع الرسالة، و أما المحبّة العادية و الفارغة من الولاية فلا شكّ أنها بعيدة عن مضمون الرسالة، و بما أننا نعتقد بأن اللَّه تعالى حكيم و يجازي الأعمال بمثلها و بما يناسبها من الجزاء، و كذلك النبي الأكرم صلى الله عليه و آله حكيم أيضاً و لا يطلب إلّا الأجر المناسب أيضاً، يكون المراد بلا شكّ من المحبّة مورد البحث هو الإمامة و الولاية.

معطيات آية المودّة

ما ذا تعني المودّة المذكورة في الآية الشريفة بعنوان أجر الرسالة؟

و ما ذا يفهم من حبُّ علي عليه السلام و ذريته الطاهرين عليهم السلام؟

و في مقام الجواب ينبغي القول أن المحبّة و المودّة على نحوين:

1- المحبّة الكاذبة و الزائفة.

2- المحبّة الحقيقية و الواقعية.

و من أجل توضيح المطلب بصورة جليّة ينبغي التوغل إلى أعماق النفس و نرى الدافع لمثل هذه المحبّة و المودّة.

فلما ذا نحبّ الإمام علي؟ هل لأجل أمواله، أو لأجل كمالاته الإنسانية و المعنوية، أو لأجل علمه، أو لشجاعته، أو لكرمه و تقواه، أو لإيثاره و تضحيته، أو لجهاده و حمايته النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، أو لأجل امور اخرى؟

إذا كنّا نحبّ الإمام علي لأجل القيم الأخلاقية و المثل الإنسانية التي كان يعتقد بها، فهل نشعر في أنفسنا باشعاعة من تلك القيم الرفيعة؟ فإن لم نشعر بذلك فمثل هذه المحبّة و المودّة كاذبة و زائفة، و إن كانت فينا بارقة من هذه القيم و المُثل الإنسانية فإنّ المودّة هنا تكون حقيقية و واقعية.

ينبغي أن نمتحن أنفسنا بهذا المعيار و الملاك و نتحرك نحو تشخيص نوع المحبّة و المودّة فينا نحو الإمام علي بهذا المقياس لكي لا نعيش التوهم الزائف و ندّعي كذباً حبُّ علي بن أبي طالب، و لو كنّا نعيش مثل هذه المحبّة الزائفة فعلينا تغييرها و السعي نحو التحلّي بالمحبّة من‌

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست