ثانياً:
إن محبة النبي صلى الله عليه و آله لوحدها لا تمثل عدل النبوّة و الرسالة و يجب أن
يكون أجر الرسالة متناسبة مع الرسالة نفسها.
فهل أن قوله
«عليكم أن تحبونني و لا تؤذونني لأنني من أقربائكم» يمثل عدل الرسالة؟
أ لا يكون
مثل هذا التفسير باعثاً على هبوط المعنى السامي للآية الشريفة؟
4- و التفسير
الآخر الذي هو أوهن من التفسير السابق هو أن يقال: إنّ المراد من الآية الشريفة هو
«المودّة في قرباكم و أن أجر رسالة النبي هو أن تحبّوا أقرباءكم و أرحامكم».
الإنسان يجد
في نفسه رغبة شديدة في عدم تصديق وجود مثل هذا التفسير لدى هؤلاء العلماء، و لكنّ
مع الأسف نجد البعض يصرّحون بذلك.
إنّ بطلان
هذا الرأي هو أوضح من أن يحتاج إلى كلام، فهل أنّ مودّة الأقرباء للإنسان المسلم
تمثل عدل للرسالة؟ و هل أن مودّة الأقرباء تعتبر استمراراً للنبوّة؟
أجل، عند ما
نتعامل مع الآيات الشريفة بسذاجة و سطحية و نحكّم المسبوقات الفكرية عليها فسوف
نبتلي بمثل هذه الأخطاء و التفاسير التعسفية.
فهل أن هذا
التفسير و التفسير السابق يتناسب و ينسجم مع الآية الشريفة، أو أن كلّ إنسان له
اطلاع قليل على لغة العرب و بلاغتهم سوف يلتفت إلى عدم انسجام مثل هذه التفاسير مع
الآية الشريفة؟ و لهذا السبب فإنّ هؤلاء العلماء أنفسهم اعترفوا أن هذه التفاسير
مجازية و غير حقيقية، أو أنها من قبيل الاستثناء المنقطع و هو أيضاً بدوره نوع من
المجاز.
لما ذا نفسّر
الآية القرآنية بشكل يوقعنا في هوة المعاني المجازية و غير الحقيقية؟
لما ذا لا
نفسر المودّة في القربى بمعنى الولاية و الإمامة و الذي ينسجم تماماً مع الآية محل
البحث و سائر الآيات المتعلّقة بها؟
اعتراف
مفروض
و من عجائب
الأيّام أن الكثير من مفسّري أهل السنّة رووا حديثاً مفصّلًا عن النبيّ الأكرم صلى
الله عليه و آله في ذيل هذه الآية الشريفة حول محبّة أهل البيت و مودتهم، بحيث إنّ
الإنسان