رابعاً:
و من العلامات الاخرى على عظمة و أهمية مضمون هذه الآية الكريمة هو ما ورد فيها من
ضمانات إلهية لحفظ الرسول الأكرم من الأخطار المحدقة به.
إنّ مضمون
المأمورية التي كلّف بها النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله في هذه الآية الشريفة
إلى درجة من الأهمّية بحيث يخشى على النّبي من الخطر على حياته من جراء ردود الفعل
المختلفة التي ستثيرها هذه المهمّة الرسالية، و لكن اللَّه تعالى يعِد نبيّه
الكريم بحفظه من جميع الأخطار و ردود الفعل المحتملة.
فما هو
الموضوع المهم الذي تضمنته هذه الآية الشريفة؟
ما هي
المأمورية المهمّة للنّبي الأكرم صلى الله عليه و آله التي تستلزم ضمانات إلهية
صريحة بحفظ النّبي من الخطر؟
ما هو المطلب
المهم الذي يجب أن يبلّغه النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله للناس بحيث يساوي
جميع الرسالة الإلهية؟
ما ذا أراد
اللَّه سبحانه و تعالى من النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله بحيث هدده من جهة و
وعده بحفظ حياته من جهة اخرى؟
و الخلاصة ما
هو موضوع هذه الآية الشريفة الذي ورد بكل هذه التأكيدات الشديدة؟
و من أجل
استجلاء الجواب الصحيح على هذه الأسئلة هناك طريقان:
الأوّل:
هو التفكر و التأمل و التدبر في مضمون الآية نفسها بقطع النظر عن ما ورد من طرق
الفريقين من السنة و الشيعة من الروايات الشريفة في تفسير هذه الآية و مع قطع
النظر عن كلمات المفسّرين و المؤرّخين.
و الآخر:
هو أن نقوم بتفسير هذه الآية الشريفة مع ما ورد حولها من روايات و أحاديث في شأن
نزولها.
الطريق
الأوّل: تفسير الآية بغض النظر عن الشواهد الأخرى
إنّ التدبّر
و التعمق و الدقة في الآية الشريفة نفسها و بدون الاستعانة بامور أخرى بإمكانه أن
يجيب على جميع الأسئلة الواردة أعلاه بشرط الابتعاد عن التعصّب في تحكيم عقولنا
لاستجلاء الحقيقة، لأنّه: