responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 139

نظرات أهل السنّة في معنى «القربى»

و قد ذكر أهل السنّة تفاسير مختلفة لهذه المفردة القرآنية لا تنسجم كلّها مع الآية الشريفة، و إليك بعض النماذج منها:

1- قيل إن المراد من «القربى» هو محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله و مودتهم و لكن من دون الولاية و الإمامة و الخلافة، أي الاكتفاء بالارتباط العاطفي و العلاقة الظاهرية فقط بأهل بيت النبي صلى الله عليه و آله.

و لكن هل يمثل هذا المعنى و المفهوم من المودّة عدلًا للرسالة؟

هل أن المحبة العاطفية فقط و بدون الولاية و الإمامة يمكنها أن تكون أجراً للرسالة و بمثابة العدل لها؟

مضافاً إلى ذلك كيف يطلب نبي الإسلام صلى الله عليه و آله أجر الرسالة بالمعنى الذي ذكروه لها، في حين أن جميع الأنبياء السابقين لم يطلبوا من أقوامهم مثل هذا الأجر بل كانوا يطلبون أجرهم من اللَّه تعالى؟ و عليه فإنّ مثل هذا التفسير لا يمكن قبوله.

2- و ذهب آخرون إلى أن المراد من «القربى» هو الأعمال الصالحة التي تقرب الإنسان من اللَّه تعالى، و عليه فإنّ «المودّة في القربى» تعني العشق و الشغف بالأعمال الحسنة و الرغبة في الصلاة، الصوم، الحجّ، الجهاد، صلة الرحم، احترام الكبار و أمثال ذلك، فهذه الأعمال الصالحة و السلوكيات الحسنة هي التي تمثل أجر الرسالة.

3- و ذهب البعض إلى أن كلمة «في» الواردة في هذه العبارة بمعنى «اللام»، و في هذه الصورة يكون معنى الآية هو «أن أجر رسالتي و ما عملته في تبليغ الرسالة الإلهية لكم هو أن تحبونني لأنني من أرحامكم و أقرباءكم» ثمّ ذكروا شجرة النسب للنبي صلى الله عليه و آله و تفاصيل ارتباطه النسبي مع قريش لبيان مقصودهم بحيث تبيّن أن جميع القبائل العربية يرتبطون بشكل أو بآخر مع النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله في النسب.

و لكن هذا التفسير واضح البطلان لأنه:

أوّلًا: إن استعمال «في» بمعنى «اللام» قليل جداً و نادر في لغة العرب و ليس هناك دليل و شاهد على أن المراد من العبارة المذكورة هو هذا المعنى.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست