responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 104

و النتيجة هي أنه إما أن يكون اتباع هؤلاء الصادقين ورد بصورة مطلقة فيكون «الصادقون» يراد بهم أشخاص معينون، أو أن ترد كلمة «الصادقين» بصورة مطلقة و تشمل جميع من كان صادقاً فيلزم التقيد في اتباعهم، و نظراً لما تقدّم من القرينتين في هذه الآية الشريفة فإنّ الاحتمال الأول هو الصحيح، فعليه فإنّ كلمة «الصادقين» مقيّدة و الاتّباع مطلق، و المراد منه أشخاص معيّنين الذين يمكن للمسلمين اتّباعهم بصورة مطلقة.

نظرية علماء أهل السنّة

أما المفسّرون من أهل السنّة فقد انقسموا في تفسيرهم لهذه الآية إلى قسمين، فبعضٌ لم يبحث هذه المسألة بصورة جيدة و لم يهتم لتفسير كلمة «الصادقين» فيها و مرّ عليها مرور الكرام.

و بعض آخر ذكر مطالب متنوعة في تفسيرها حتّى أنهم ذهبوا إلى أن «الصادقين» يجب أن يكونوا معصومين أيضاً لأنّ الاطاعة و الإتباع ورد بصورة مطلقة و لا يصحّ ذلك إلّا باتّباع المعصوم و لكن مع ذلك فإنّ المسبوقات الفكرية و الأحكام الذهنية لم تسمح لهؤلاء أن يصلوا إلى الحقيقة في تفسيرهم لهذه الآية.

الفخر الرازي من جملة المفسّرين من الطائفة الثانية فمضافاً إلى أنه يرى أن «الصادقين» يجب أن يكونوا معصومين يعتقد كذلك أن هذه الآية لا تختص بعصر نزول النصّ و زمان حياة النبيّ صلى الله عليه و آله بل في كلّ زمان يكون هناك شخص صادق معصوم في الامّة الإسلامية يجب على المسلمين إطاعته شرعاً.

و لكنه عند ما أراد تشخيص مصداق «الصادقين» تورط في مسبوقاته الذهنية و ابتلى‌ بالتفسير بالرأي و قال: «نحن نعترف بأنه لا بدّ من معصوم في كلّ زمان، إلّا أنا نقول: ذلك المعصوم هو مجموع الامّة».

أي أن الامة الإسلامية لو اتفقت على رأي واحد في مسألة معيّنة فيجب على الجميع إتباع هذا الرأي، و النتيجة هي أن قوله تعالى‌ «كونوا مع الصادقين» هو أن يكون المسلمون في كلّ عصر و زمان يسيرون جنباً إلى جنب مع مجموع الامّة الإسلامية.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست