responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 100

و لهذا السبب فهذه السورة لم تبدأ ب «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» التي تتضمن الرحمة و الرحمانية و الحنان و اللطف.

و أمّا سبب تسمية هذه السورة ب «التوبة» فهو أن الكثير من آيات هذه السورة تدعو الناس للتوبة و العودة إلى اللَّه تعالى، أي أنها على الرغم من إعلانها الحرب على الكافرين و البراءة من المشركين و شرارات الحرب تملأ أجواء هذه الآية فإنّ آيات هذه السورة تتضمن كذلك مفهوم التوبة بصورة واسعة بحيث إنها بعد إعلان البراءة من المشركين تقول قبل نهاية الآية الخامسة [1] من هذه السورة:

«... فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»

أي بالرغم من أن الكفّار و المشركين قد تآمروا كثيراً على الإسلام و المسلمين و ارتكبوا جرائم كثيرة و لكنهم لو تابوا و تمسّكوا بتعاليم الإسلام فإنّ توبتهم ستكون مقبولة.

و السبب في أن لهذه السورة اسمين متضادين هو كثرة الآيات التي تشير إلى التوبة ضمن الآيات التي تعلن الحرب و البراءة من الأعداء و المشركين و لعلّ ذلك لغرض بيان هذه الحقيقة، و هي أن الإسلام لم يغلق باب العودة و خط الرجعة على المذنبين و المجرمين حتّى في حال الحرب و القتال مع المسلمين فإنّ الإسلام لا يقصد الانتقام منهم بل يهدف من تعاليمه حتّى من إقامة الحرب إصلاح الناس، و لهذا فلو أن الأعداء رغبوا في التوبة في أثناء الحرب و أظهروا عملًا التزامهم بالتوبة فإنّ الإسلام سوف يرفع عنهم حكم القتل بل سيتحرك نحو حمايتهم و تأييدهم.

و بعبارة اخرى إنّ تركيب الآيات لهذه السورة و اختيار اسمين لها، يشير إلى حقيقة مهمة على المستوى التربوي للناس و هي:

إنّ الإنسان يحتاج في عملية التعليم و التربية إلى عنصر الخشونة و المداراة سويةً، فلو اتخذت الحكومة في تعاملها مع الناس اسلوب الخشونة لأدى‌ ذلك إلى نفور الناس و تفرقهم، و لو تحدّثت الحكومة معهم من موقع المداراة و اللطف فقط لأساء المجرمون و الذين في قلوبهم‌


[1] بل إن مسألة التوبة وردت قبل هذه الآية أي في الآية الثانية.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست