اسم الکتاب : شرحان لحديث «هل رأيت رجلاً» المؤلف : النوري، الملّا علي الجزء : 1 صفحة : 157
ترجمة نوريّة
يجب أن يعلم أنّ المراد من «الرجل» في هذا الحديث هو الإنسان الكامل، بل البالغ إلى الغاية؛ و هو الحضرة الختمية، مجمع جوامع الكلمات التامّات [1] ، و كمال الكمالات، و تمام التمامات، بعد مرتبة كنه حضرة الذات الأحدية. و المراد من «الطين» هو الأصل العنصري، و العنصر الأصلي الذي يرجع إليه كلّ شيء و يبتدئ منه كلّ ظلّ و فيء. أو هو الأصل في العنصرية، و هذه الأرضُ و سائر قرنائها العنصرية في الأسطقسّية فرد له و مظاهره، و هي بعينها اُصوله و عناصره، و هو الماء الذي يَنظر إليه «وجَعَلنا مِن الماءِ كلَّ شَىْ ءٍ حيٍّ [2] » و يؤمي إليه «وَ كانَ عَرشُهُ علَى الماء [3] » في وجه، و هو الموجود المطلق في وجه، و التعيّن الأوّل في وجه، و الرحمة الواسعة في وجه، و الشجرة الكلّية في وجه، و النفس الرحماني الأولي، و المشيّة، و الكاف المستديرة على نفسها، و الإرادة بوجه غير وجه كونه مشيّة، و الكلمة التي انزجر لها العمق الأكبر [4] الذي هو الإمكان، و هو الإبداع؛ و النور المحمّدي، و الحقيقة المحمّدية، و حقيقة الحقائق، و الولاية المطلقة، و الأزلية الثانية، و صبح الأزل، و الصنع الأوّل، و عالَم «فأحببت [5] أن اُعرف [6] » و المحبّة الحقيقية، و هو فعل بنفسه و حركة بنفسها [7] ، و الاسم الذي استقرّ في ظلّه في وجه، فلا يخرج منه إلاّ إليه، و هو المكنون المخزون عنده؛ إلى غير ذلك من الألقاب الكريمة. و أكثر هذه الأسامي إنّما هي له بحسب وجهه الوجودي و سرّه النوريّ؛ به يلي
[1] إشارة الى حديث: «أوتيت جوامع الكلم» ء «المسند» لأحمد، ج 2 ، ص 250 .[2] الأنبياء، 30 .[3] هود، 7 .[4] إشارة إلى ما ورد فى دعاء «السمات»: «وانزجر لها العمق الأكبر» ء بحار الأنوار ، ج 90 ، ص 98 .[5] إشاره إلى رواية «كنت كنزا مخفيا...» ء «اللؤلؤ المرصوع»، ص61، وبحار الأنوار، ج87، ص199 و 344 .[6] أي تلك الجامعة جالتيج هي نور الابداع (منه) .[7] خ: بوجودها ، كذا .
اسم الکتاب : شرحان لحديث «هل رأيت رجلاً» المؤلف : النوري، الملّا علي الجزء : 1 صفحة : 157