responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
اسم الکتاب : الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) المؤلف : مفيد شيرازی، شيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 136

أهل الجدال ، لا يدلّ ذلك على أهليّته لإمامة العامّة ، لأنّ الصلاة عندكم تجوز خلف كلّ برّ وفاجر ، ولا يصلح للإمامة العامّة إلاّ من هو متّصف بالعدالة إجماعا ، أو من هو متّصف بالعصمة بدلالة الأدلّة العقليّة والنقليّة وإجماع الإماميّة ، المقترن بتصديق أصحاب آية التطهير ، كما فصّلناه في الفوائد المرتضويّة . ثمّ إنّ جماعةً منهم قد تمسّكوا ببعض الأخبار التي ينقلونها فيهم،وهي بحمداللّه لم تبلغ حدّ الكثرة والقوّة ، حتّى يمكن القول بأ نّها معارضة لما نقل في عليّ عليه السلام ، بل لم تبلغ مرتبة يمكن أن يميل إليها منصف، لاقتران متونها بقرائن الكذب والوضع، ومعارضتها بما يضادّها ويناقضها ، ومع ذلك كلّه نقول : إنّها مخصوصة بهم غير واردة عندنا ولا عند جميع من ينتسب إلى السنّة والجماعة ، ونحن لا نعتمد عليها بوجه من الوجوه ، وكيف يجوز الاعتماد عليها وعلى ما ينبئ عن وجود منقصة في أهل بيت العصمة لعاقل ، ورواتها غالبا [1] . كما فصّلناه في كتابنا الكبير . من


[1] ممّا يدلّ على عدمه ما رواه البخاري ومسلم بإسنادهما عن عمر ، أنّه قال للعبّاس وعليّ عليه السلام : «فلمّا توفّي رسول اللّه جئتَ أنت تطلب ميراثك من ابن عمّك ، ويطلب هذا ميراث امرئته من أبيها» وقال أبو بكر : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «نحن معاشر الأنبياء لا نورّث» ، فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائبا ، واللّه يعلم إ نّه لصادق بارّ تابع للحقّ ، ثمّ توفّي أبو بكر ، فقلت : أنا وليّ رسول اللّه ووليّ أبي بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائبا ، واللّه يعلم إنّي لصادق بارّ تابع للحقّ ، الحديث. وهو مذكور في البخاري في باب غزوة خيبر وباب الخمس وكتاب الفرائض ، وفيه مع الدلالة على المطلوب ، دلالة على .. . في الحلفين ؛ حيث إنّ الذي يدور الحقّ معه حيثما دار ، لا يقول إلاّ حقا ، بل دلالة على .... حيث أساء الأدب في التعبير عمّن بالغ اللّه في تعظيمه عند التعبير عنه وعمّن بالغ رسول اللّه صلى الله عليه و آله في تكريمه وتعظيمه ، فلا تكن من الغافلين ، (منه) .

[2] سورة آل عمران ، الآية 128 .

[3] سورة آل عمران ، الآية 154 .

[4] سورة الحجرات ، الآية 1 .

[5] سورة القصص ، الآية 68 .

[6] سورة الأحزاب ، الآية 36 .

[7] سورة النساء ، الآية 49 . {/Q}

[8] سورة الزخرف ، الآية 32 .

[9] سورة الأنعام ، الآية 83 .

[10] بحار الأنوار ، ج 23 ، ص 68 ، حديث 3 و ج 52 ، ص 85 ، حديث 1 .

[11] بحار الأنوار ، ج 28 ، ص 201 .

[12] بل نقول : إنّ تأخيره لطلب الحقّ الذي هو قيام الكلّ بطاعته ، ليس بأعجب من تأخير اللّه سبحانه طلب حقّه عن فرعون وأشباهه من المتمرّدين عن طاعته وعبادته مدّة متمادية ، فلا يدلّ ذلك على عجزه ، كما لا يدلّ على حقّية من تصرّف في حقّه ، فلا تغفل ، (منه) .

[13] أي لا نكتفي بالمنع ، بل نستدلّ بما علم من آثارهم على خروجهم من الآية ، ثمّ ننزل عن ذلك ونسلّم دخولهم فيها ونقول : إنّ الرضا مشروط بسلامة الخاتمة ؛ هذا ، مع أنّ تحقّق الرضا من جهة البيعة لا يستلزم الرضا من جميع الوجوه، والوصف بالإيمان لايستلزم تحققه واقعا، لقوله تعالى: «يا أ يّها الذين آمَنوا آمِنوا» فتأمّل، (منه).

[14] بل دائما ، فإنّهم إنّما يروون ما يروون من ذلك ، من الذين مالوا إلى الدنيا وزخارفها ، ودخلوا في دولة بني اُميّة وولايتهم ، و رووا لهم ما أحبّوا ، حتّى وصلوا إلى جوائزهم؛ فمنهم من سبّ عليّا وحاربه ، ومنهم من اعتزل عن بيعته ورغب إلى محاربته ، ومنهم من جدل الحسين عليه السلام أحد الثقلين ، ومنهم من حاربه وشهد قتاله ، فهم إمّا كفرة أو ظلمة. قال ابن البيّع في معرفة اُصول الحديث : احتجّ البخاري بأكثر من مائة رجل من المجهولين ، وقد صحّ عند العلماء أ نّه روى عن ألف ومأتي رجل من الخوارج ، قال : وحبسه قاضي بخاره لمّا قال له : لِمَ رويت عن الخوارج ؟ فقال : لأ نّهم لا يكذِبون ؛ وقد أجاب بهذا ابن حنبل لمّا قال له : لِمَ سمّيت كتابك صحيحا وأكثرُ رواته من الخوارج؟ أقول : ومن العجيب أنّ رواتهم على زعمهم كفرة أو فسقة ؛ لأ نّهم بين من حارب عثمان وقتله أو خذله ! وأعجب من هذا جمعهم بين إمامته وحسن الثناء على قاتليه والرواية منهم ، وجمعهم بين إمامة عليّ عليه السلام وبين حبّ من سبّه وحاربه والرواية عنهم والوثوق بهم! قال عبداللّه الهروي في كتاب الاعتقاد : الصحابة كلّهم عدول ونساؤهم ، فمن تكلّم فيهم بتهمة أو تكذيب ، فقد توثب على الإسلام. وقال الغزالي في الأصل التاسع من الإحياء : اعتقاد أهل السنّة بتزكية جميع الصحابة ، وحينئذٍ نقول : بعدا لقوم زكّوا من أخبر اللّه تعالى نبيّه بنفاقه وسوء حاله ، وأخبر نبيّه صلى الله عليه و آله بشقاوته وكفره؛ وقد روي عندهم أنّ المنافقين كانوا كثيرين في عهده صلى الله عليه و آله وبعده ، وأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال : «إنّ حذيفة يعرفهم» وإنّ عمر كان يحلفه ويسأله عن حاله ويقول له : أنشدك باللّه ، هل تعرفني منهم ؟ وكان يجيبه بأنّك أعرف بذلك منّي ، فتأمّل تعرف حقيقة حالهم وكيفيّة أمر رؤسائهم ، ولا تكن من الغافلين! لا يقال : «إنّهم زكّوا الصحابة لعدم علمهم بأعيان المنافقين» ؛ لأ نّا نقول : إنّ البصير الناظر في الأخبار يعلم يقينا أ نّهم كانوا يعرفونهم بأعيانهم؛ كيف لا وقد ثبت عندهم بالحديث المتواتر أنّ علامة المنافق بغض عليّ عليه السلام والانحراف عنه ، وهم كانوا يعرفون بغض عائشة وأنس وأبي هريرة و المغيرة وأمثالهم ، ومع ذلك كانوا يزكّونهم ويروون عنهم ويثقون بهم ، فلا تغفل ، (منه) .

[15] لا سيّما إذا كان من جملتهم مَن يجوّز وضع الحديث لمصلحة أو لترويج المذهب ، كأبي حنيفة ، وقد نقل الشريف في حاشية الكشّاف أنّ الأحاديث المرويّة في خواصّ السور عن اُبيّ كلُّها موضوعة ، قال : وقد اعترض على واضعها ، وقيل له : أما سمعت قول النبي صلى الله عليه و آله : من كذب علَيَّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» فأجاب بأ نّي كذبت له لا عليه ، فتأمّل ، (منه) .

اسم الکتاب : الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) المؤلف : مفيد شيرازی، شيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
صيغة PDF شهادة الفهرست