.بالإسناد عن محمد بن منصور ، عن مرّة الجعفيّ ، عن شي?، ما وسعكم غيره ، إنّي أفطرت لمفطركم ، وصام أخي لصوّامكم ـ إلى أن قال : ـ وأهل الحقائق [1] الّذين نادت الناس بناديه [2] ، وهم الرسل والأئمّة عليهم السلام ، كانوا على حال واحد على النحو الّذي أرادوه منهم ، فكان سليمان بن داود في ملكه ما سخّر اللّه له من الجنّ والإنس والطير ، مجاهداً مكابداً [3] في أمر اللّه وطاعته ، فقال تعالى : «وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إنَّهُ أوَّابٌ» [4] ، وقال لأيّوب في سقمه ودوده وجهده : «إنّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إنَّهُ أوَّابٌ» [5] ، وهكذا ينبغي لأهل الحقائق أن يكونوا لسيّدهم ، في السرّاء والضرّاء ، والشدّة والرخاء ، على الحال الّذي يرضاه منهم . [6]
[1] الحقائق : جمع حقيقة ، وهي الخالصة من كلّ شي?. «لسان العرب ، ج 10 ، ص 52 ـ حقق ـ » .[2] م النادي : مجتمع القوم ومجلسهم . والمراد هنا : وصفهم بالرئاسة وأنّ الناس تقصدهم للتعلّم منهم والاهتداء بهديهم .[3] كابَدَ الشي?: قاسى شدّته . والمراد هنا : تشديدهم عليهم السلام على أنفسهم في طاعة اللّه تعالى .[4] سورة ص ، الآية 30[5] سورة ص ، الآية 44[6] أخرجه عنه في مستدرك الوسائل ، ج 7 ، ص 527 ، ح 4 ؛ و ج 16 ، ص 338 ، ح 6 . وروى نحوه السيّد ابن طاووس في إقبال الأعمال ، ص 641