اسم الکتاب : منتخب الجواهر العليّة في الكلمات العلويّة المؤلف : البغدادي، مولی علي الجزء : 1 صفحة : 209
2161. فراشكم تنقلبون وتنامون ، وفيما بين ذلك [عن الآخرة] تغفلون ، وبالعمل تسوّفون ، فمتى تُفكِّرون في الإرشاد ، وتُقدّمون الزاد؟ ومتى تهتمّون بأمر المعاد [1] ؟
2162.يا أيّها الناس ، إلى كم توعَظُون ولا تتّعظون؟! وكم [ قد ] وعظكم الواعظون ، وحذّركم المحذِّرون ، وزجركم الزاجرون ، وبلّغكم العاملون على سبيل النجاة ، ودلّكم الأنبياء والمرسلون ، وأقاموا عليكم الحجّة ، وأوضحوا لكم المحجّة ؛ فبادِروا العمل ، واغتنموا المهل ؛ فإنَّ اليومَ عملٌ [ولا حساب] ، وغداً الحساب ولا عملٌ ، « وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون » . [2]
2163.يا أبا ذرّ ، [إن] غضبتَ للّه فارجُ مَن غَضبتَ له . إنّ القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه ، واهرب منهم ما خفتَهم عليه ، فما أحوجهم إلى ما منعتَهم ، و ما أغناك عمّا منعوك! ولو أنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً على عبدٍ ثمّ اتّقى اللّه يجعل اللّه له منهما مخرجاً ، فلا يؤنسنّك إلاّ الحقّ ، ولا يوحشنّك إلاّ الباطل ، فلو رفضتَ [3] دنياهم لأحبّوك ، ولو قرضتَ منها لأمِنوك . [4]
2165.يا أيّها الناس ، إنّه لم يكن للّه سبحانه حجّةٌ في أرضه أوكد من نبيّنا صلوات اللّه عليه وآله ، ولا حكمةٌ أبلغ من كتاب القرآن العظيم ، ولا مَدَحَ اللّه منكم إلاّ من اعتصم بحبله واقتدى بنبيّه ، وإنّما هلك من هلك عندما عصاه وخالفه واتّبع هواه ، فلذلك يقول عزّ مِن قائل : «فَلْيَحذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [6] » . [7]
2166.يا أيّها الناس ، اقبَلوا النصيحة ممّن نصحكم ، وتلقّوها بالطاعة ممّن حملها إليكم ، واعلموا أنّ اللّه سبحانه لم يمدح مِن القلوب إلاّ أوعاها للحكمة ، ومن الناس إلاّ أسرعهم إلى الحقّ إجابةً ، واعلموا أنَّ الجهاد الأكبر جهاد النفس ، فاشتغلوا بجهاد
[1] . المصدر ، 10999 .[2] . المصدر ، 11000 .[3] . في المصدر ، قبلت .[4] . المصدر ، 11002 .[5] . المصدر ، 11003 .[6] . النور : 63 .[7] {/Q} . غرر الحكم ودرر الكلم ، 11004 .
اسم الکتاب : منتخب الجواهر العليّة في الكلمات العلويّة المؤلف : البغدادي، مولی علي الجزء : 1 صفحة : 209