بسم
اللّه الرّحمن الرّحيم يعتبر الحديث المصدر الثاني من مصادر التشريع
الإسلامي بعد القرآن الكريم، و قد أمرنا اللّه باتّباع ما جاء به، فقال- عزّ من
قائل-: وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا[1]؛
فبه نقف على البيان لكتاب اللّه و تفصيل آياته، و منه يتبيّن الحلال و الحرام، و
الفرائض و السنن، و به يدرك الفوز بالمعارف الحقّة ما لا يدرك من غيره.
و
لا شكّ في أنّ إعطاء الحديث حقّه من الرواية و الدراية أمر مهمّ لمن أراد التفقّه
في الدين و الإجتهاد في أحكام الشرع المبين. فلابدّ من إحراز صدوره عن المعصومين
عليهم السّلام من خلال الاطمئنان إلى صحّة سند الروايات باعتباره حاكيا عنها، و
العلم بما يعرض على متن الحديث من حيث كونه نصّا أو ظاهرا أو عامّا أو خاصّا، ...
و العلم بقوانين يعرف بها أحوال السند و المتن من صحيح الطريق و ضعيفه، و سليم
الإسناد و سقيمه، و يعرف أنواع الحديث المقبول و المردود، و ما يكون حجّة في إثبات
الأحكام و ما لا يكون حجّة.