دأب
ثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني- قدّس اللّه روحه- في كتاب الكافي أن
يأتي في كلّ حديث بجميع سلسلة السند إلى المعصوم غالبا، أو البعض و يحيل في الباقي
على ما سبق. مثاله: «عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أبيه، عن أبي
عبد اللّه عليه السّلام» و يذكر الحديث، ثمّ يقول: «و بهذا الإسناد عن أبيه». و
الضمير عائد إلى أحمد بن محمّد البرقي فيكون في الحقيقة كالمذكور.
و
دأب رئيس المحدثين أبي جعفر محمّد بن بابويه القمّي- نوّر اللّه مرقده- في كتاب من
لا يحضره الفقيه أن يترك أكثر السند غالبا من أوّله و يكتفي بذكر الراوي الّذي أخذ
عن المعصوم فقط، ثمّ يذكر الطرق المتروكة في آخر الكتاب مفصّلة متّصلة، و لم يخلّ
بذلك إلّا نادرا. مثاله: «سأل عمار الساباطي أبا عبد اللّه عليه السّلام عن كذا» و
يذكر الحديث، ثمّ يقول في آخر الكتاب: «كلّما كان في هذا الكتاب عن عمّار بن موسى
الساباطي فقد رويته عن أبي و محمّد بن [الحسن بن] أحمد بن الوليد- رضي الله
عنهما- عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عمرو بن سعيد
المدائني، عن حصد بن صدقة، عن عمّار [بن موسى] الساباطي»[1].
و هذا في الحقيقة أيضا كالمذكور.
و
دأب شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي- أعلى اللّه مقامه- في كتابي
التهذيب و الاستبصار أن يذكر جميع السند حقيقة أو حكما، و قد يقتصر على البعض
فيذكر أواخر السند دون أوائله؛ رعاية الاختصار، ثمّ يذكر في آخرهما بعض الطرق الموصلة
إلى تلك الأبعاض؛ لتخرج الروايات عن حدّ المراسيل و تدخل في
[1] . الفقيه 4: 422. في المصدر:« سعيد بن عبد اللّه»
بدل« سعد بن عبد اللّه»، و:« مصدّق بن صدقة» بدل« حصد بن صدقة».