تنتهي
جميع أحاديثنا و آثارنا و رواياتنا و أخبارنا إلى ساداتنا و شفعائنا الأئمّة
الاثنى عشر صلوات اللّه عليهم أجمعين، إلّا ما ندر منها و شذّ، و مصابيح الدجى
عليهم صلوات ربّ العالمين ينتهون فيها إلى أفضل الكائنات عليه و آله أكمل الصلوات،
لاقتباس أنوارهم من تلك المشكاة.
و
الّذي تتّبع أحاديث الفريقين و تصفّح آثار الطريقين ظهر له أنّ أحاديثنا المرويّة
عنهم عليهم السّلام تفوّق على ما في الصحاح الستة للعامّة[1]،
و تزيد عليها بكثير. فمن الشائع الذائع أنّه قد روى راو واحد و هو أبان بن تغلب عن
إمام واحد أعني الإمام أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام ثلاثين
ألف حديث[2].
و
كان ما وصل إلى قدماء محدّثينا- رضوان اللّه عليهم- من أحاديث أئمّتنا صلوات اللّه
عليهم قد جمعوه في أربعمائة كتاب، تسمّى الاصول. و قد تواتر أمرها في الأعصار
كالشمس في رابعة النهار.
ثمّ
توفّق جمع من المتأخّرين- أعلى اللّه مقامهم، و أجزل إكرامهم- بالتصدّي لجمع تلك
الكتب الشريفة، و ترتيبها على الوجوه اللطيفة فألّفوا منها كتبا مبسوطة جليلة، و
اصولا مضبوطة جميلة، محيطة بما به المراد و الكفاية، مشتملة على الأسانيد
[1] . و هي: 1: صحيح البخاري. لأبي محمّد بن إسماعيل
البخاري( 194- 256). 2: صحيح مسلم. لأبي الحسين مسلم بن حجّاج القشيري النيسابوري(
206- 261). 3: سنن ابن ماجة. لأبي عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني( 207/
209- 273/ 275). 4: سنن أبي داود. لأبي داود سليمان بن أشعث السجستاني( 202- 275).
5: سنن الترمذي. لأبي عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي( 209- 279). 6: سنن
النسائي.
لأبي عبد الرحمن أحمد بن عليّ بن
شعيب النسائي( 215- 303).