responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرواشح السماوية - ط دار الحدیث المؤلف : المير داماد الأسترآبادي    الجزء : 1  صفحة : 62


المعقولات والمطلوبات أو أكثرها في أسرع وقت وأقصره ، من دون تخريجِ مخرِّج ، وتعليم معلّم ، بل بفضل من الله وتأييد من رحمته .
وثانيتها : أن يشتدّ لسرّه الاعتلاقُ والاتّصال بذلك العالم ، فيسمع كلام الله ، ويتشبّح له ملائكة الله ، وقد تمثّلت له على صورة يراها بإذن الله سبحانه ، فيحدث له في سماعه صوت من قِبَل الله تعالى وروحِ القدس والملائكة ، فيسمعه من غير أن يكون ذلك كلاماً إنسانيّاً ، وقولاً بشريّاً ، وصوتاً من حيوان أرضي ، بل هو إيحاء وتنزيل من لدن عزيز عليم به ، صاحبُ الوحي والتنزيل ، ذو معجزة قوليّة كريمة ، وآيات علميّة حِكْميّة .
وثالثتها : أن تكون نفسه المقدّسة الربّانيّة - لقوّتها القدسيّة - قويّةً بهيّة فعّالة ، كادت تكون متصرّفةً في العوالم الأُسطقسّيّة ، تصرُّفَ النفوس في أبدانها ، فتكاد هيولى عالم العناصر تطيعه بإذن الله تعالى ، فيكون بذلك ذا معجزات فعليّة ، وأفاعيلَ خارجة عن طور العادة ، خارقة لضوابط مذهب الطبيعة .
ثمّ مرتبة الوراثة والوصاية تجري في كمال جوهر النفس ، واشتعال قوّتها القدسيّة ، وشدّة إعتلاقها واتّصالها ، وتأكّد علاقتها بذلك العالم مَجرى مرتبةِ النبوّة ، وتستنّ بسنّتها ، وتتلو درجتَها ، وتنوب عنها منابَها ، إلاّ أنّها ليست بمثابة تصحّح للوصيّ تشبّحَ الملائكة ، وتُمثِّل روحَ القدس له على صورة يراها ويعاينها ، حتّى يكون يتصحّح له من ذلك سماع كلام الله تعالى بالوحي والإيحاء ، على أن يكون هو الموحى إليه من دون توسيط الرسول ، بل إنّما الأوصياء والأئمّة بعقولهم محدَّثون مفهَّمون - على البناء للمفعول من التحديث والتفهيم - فربما يسمعون الصوت ولكنّهم لا يعاينون شخصاً متشبّحاً .
وسيستبين لك في كتاب الحجّة - إن شاء الله العزيز - بابُ الفرق بين الرسول والنبيّ والمحدَّث ، وهم الوارثون معادنَ العلم ، وولاةُ الأمر ، وشهداءُ الله ، وحججُه على خلقه ، وخلفاؤه في أرضه ، وأبوابه التي يؤتى منها من بعد النبيّ ، فالوصيّ خليفة

اسم الکتاب : الرواشح السماوية - ط دار الحدیث المؤلف : المير داماد الأسترآبادي    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست