اسم الکتاب : الرواشح السماوية - ط دار الحدیث المؤلف : المير داماد الأسترآبادي الجزء : 1 صفحة : 234
فأُذهبُها بالتسوّك . والجزّ - بالزاي - مِن جَزِّ الرأس بمعنى حلْقِه وتحليقه . فبعض القاصرين من المصحّفين صحّف الحاء المهملة بالخاء المعجمة ، والزاي بالراء . ثمّ اختلف في معنى الحديث على تصحيفه الفضيحِ ما لا يستحلّ ذو بصيرة مّا أن يُصغي إليه أحدٌ أبداً . ومنها : حديث نعسة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) الثابتُ عند الخاصّة والعامّة من طرق متشعّبة وأسانيدَ متلوّنة : أحدها : ما في تقدمة الرواية في الصحيفة المكرّمة السجّاديّة بالإسناد عن مولانا الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمّد الباقر ( عليهما السلام ) ، وفيه قال : يا جبريل أعلى عهدي يكونون وفي زمني ؟ قال : لا ، ولكن تدور رحى الإسلام من مُهاجَرِك فتلبث بذلك عشراً ، ثمّّ تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمساً ، ثمّ لابدّ من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها . [1] فالذي استبان لي في تفسيره - ولست أظنّ أنّ ذا دَرْيَة مّا في أساليب الكلام وأفانين البيان يتعدّاه - هو أنّ ما بين انتهاء العشر ، وابتداء خمسة وثلاثين من مُهاجَره ( صلى الله عليه وسلم ) لم تكن تدور رحى الإسلام دورانَها ، ولا تعمل عملَها ، بل إنّما تستأنف دورَها وتستعيد عملَها على رأس خمسة وثلاثين من هجرته المقدّسة المباركة ، وذلك ابتداء أوان انصراف الأمر إلى منصرَفه ، وإِبّانُ [2] رِجاع الحقّ إلى أهله ، أي وقت ما تمكّن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من أن يجلس مجلسه من الخلافة والإمامة ، ويتصرّف في منصبه من الوصاية والوراثة . وإنّما الوسط زمان الفترة وانقطاع الدورة ، أعني الخمسة والعشرين سنةً التي هي مدّة لصوص الخلافة ومتقمّصيها . وأمّا العشر التي هي مدّة اللبث في الدوران أوّلاً فهي زمانه ( صلى الله عليه وآله ) في دار هجرته ،
[1] الصحيفة السجّاديّة : 28 - 29 ، في المقدّمة . [2] في حاشية " أ " و " ب " : " إبّان الشيء - بالكسر والتشديد - : وقته " .
اسم الکتاب : الرواشح السماوية - ط دار الحدیث المؤلف : المير داماد الأسترآبادي الجزء : 1 صفحة : 234