و
ظاهر الكلام المحكي عن العلّامة البهبهاني الميل إلى دلالته على نوع من المدح؛
بملاحظة أنّه من قبيل «ليس بذاك الثقة»، و الغرض أنّه ليس بذاك في الوثاقة،
فالمقصود أنّه ليس بحيث يوثق به وثوقا تامّا، و مقتضاه ثبوت نوع من الوثوق.
أقول:
إنّ المقام و إن يقتضي تعيين المضمر في الوثاقة بمعنى الاعتماد في النقل على حسب
ما تقدّم في «ثقة» خصوصا بملاحظة «ليس بذاك الثقة» لكن ذكر النجاشي و العلّامة في
الخلاصة في ترجمة عليّ بن أبي صالح أنّه «لم يكن بذاك في المذهب و الحديث و إلى
الضعف ما هو[3]»[4]
و مقتضاه عموم المضمر بمعنى التعدّد، كما هو الحال في باب عموم المقتضي لو لم نقل
بظهور العموم في نفسه، ف «ليس بذاك» بمنزلة «ليس على ما ينبغي» كما تعارف في
الكلمات، بل يستعمل «ليس بذالك» في كلام غير أهل الرجال في تضعيف الكلام، حيث
يقال: «فلان كذا و ليس بذاك».
لكن
يمكن أن يقال: إنّه بعد فرض ظهور المضمر في الوثاقة فظهور خلاف الظهور على وجه
الندور لا يوجب الفتور و القصور في الظهور، فلا يرتفع ظهور المضمر في الوثاقة
لمجرّد قوله: «ليس بذاك في المذهب و الحديث».
و
أمّا كون المضمر كمال الوثوق أو نفس الوثوق، فلعلّ القول بالأخير أوثق.
و
الأمر من باب اختلاف رجوع النفي إلى القيد و المقيّد باختلاف كونه مذكورا
[1] . قوله:« مصعب» بضمّ الميم و سكون الصاد المهملة و
فتح العين المهملة و الباء الموحّدة( منه عفي عنه).
[2] . رجال النجاشي: 419/ 1122؛ خلاصة الأقوال: 261/
13.
[3] . قوله:« و إلى الضعف ما هو» الظاهر أنّ« ما»
نافية، و الغرض أنّه ليس على حدّ الضعف، فالغرض أنّه لم يبلغ إلى الضعف؛ فالمقصود
أنّه قريب إلى الضعف( منه عفي عنه).
[4] . رجال النجاشي: 257/ 657؛ خلاصة الأقوال: 234/ 21.