responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاشية علی اصول الكافي (النائيني) المؤلف : رفيع الدين محمد بن حيدر نائيني    الجزء : 1  صفحة : 118

.قومٌ فسَلِّمْ عليهم جميعا ، وخُصَّهُ بالتحيّة دونَهم ، وَاجْلِسْ بين يديه ، ولا تَجْلِسْ خلفَه ، ولا تَغْمِزْ بعينك ، ولا تُشِرْ بيدك ، ولا تُكْثِرْ من القول : قال فلانٌ وقال فلانٌ ، خلافا لقوله ، ولا تَضْجَرْ بطول صحبته ، فإنّما مَثَلُ العالم مَثَلُ النَّخْلَةِ تَنتظرُها حتّى يَسقُطَ عليك منها شيء ، والعالمُ أعظمُ أجرا من الصائم القائم ، الغازي في سبيل اللّه » .

والمراد بالغمز بالعين الإشارة بها، وفي كلّ من الغمز بالعين والإشارة والإكثار من نقل قول القائلين بخلاف قوله تركُ التعظيم والإجلال للعالم الذي من حقّه أن يعظم ويُبجّل [1] . وقوله: (ولا تضجر بطول [2] صحبته). لمّا كان مظنّة أن يتوهّم أنّ رعاية كمال التعظيم والإجلال توجب طول الصحبة ، فإنّه قلّما يتيسّر السؤال عمّا يشتبه على السائل فيؤدّي إلى أن يضجر ويُغْلَقَ بالغمّ الحاصل من التربّص والانتظار، قال عليه السلام : ولا ينبغي أن يضجر بطول صحبته، فإنّ في طول صحبته انتفاعا ونيلاً للمطلوب عاجلاً وآجلاً، وإنّ سرعة الوصول إلى المطلوب مع كسر شأن العالم وترك رعاية حقّه توجب الخسران العظيم؛ فإنّ التعلّم على هذا الحال لا يُستحقّ به الثواب، ولا ينال به الفضل والشرف، ويبقى عليه المؤاخذة على إهانة العالم وحطّ مرتبته والمنقصة بكسر شأنه . (فإنّما مَثَل العالم مثل النخلة تنتظرها متى يسقط عليك منها شيء) ولا تكسرها ولا تقطعها لإبطاء السقوط منها عليك، فكما أنّ في كسر النخلة أو قطعها تفويتا أكثرَ ممّا يتوقّع [3] من الانتفاع به بسقوط شيء منها، كذلك في حطّ مرتبة العالم والاستخفاف به تفويتٌ أعظمُ ممّا يتوقّع [4] حصوله بالسؤال عنه . قوله: (والعالم أعظم أجرا من [5] الصائم القائم الغازي في سبيل اللّه ) لأنّ الصائم


[1] في «خ» : «يجلّ ويعظم» .

[2] في «ت، ل، م» : «لطول» .

[3] في «ل»: «مما تتوقّع» .

[4] في «ل»: «مما تتوقّع» .

[5] في حاشية «م»: قوله عليه السلام : «والعالم أعظم أجرا...» لأنّ كفّ نفسه وأصحابه عن المذاهب الباطلة أفضل من كفّ الصائم، وقيامه ليلة للمطالعة أفضل من قيام القائم في الليل للصلاة، ودفع الشكوك عن الحقّ أفضل من غزو الغازي في سبيل اللّه . وقد روي أنّ «مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء» .

اسم الکتاب : الحاشية علی اصول الكافي (النائيني) المؤلف : رفيع الدين محمد بن حيدر نائيني    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست