قال ابن نافع: أعد عليَّ، فقال له أبو جعفر عليه السلام: أخبرني عن اللَّه- جلّ ذكره- أحبَّ علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنّه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟

قال: إن قلت: لا، كفرت.

قال: فقال: قد علم.

قال: فأحبه اللَّه على‌ أن يعمل بطاعته أو على‌ أن يعمل بمعصيته؟

فقال: على‌ أن يعمل بطاعته.

فقال له أبو جعفر عليه السلام: فقم مخصوماً، فقام وهو يقول: حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته.[1]

خلاصة القول فيه:

قال النجاشي: قال قوم من القمّيين إنّه غلا في آخر عمره واللَّه أعلم، وتوقّف العلّامة في روايته بمجرّد ما نقله عن القمّيين وعدم الظفر بتعديل، وعدّه من الضعفاء العلّامة، وابن داوود، والجزائري، ومحمّد طه نجف، والبهبودي، ويظهر من بعض رواياته الوضع والاختلاق.

[106] الحسين بن مياح المدائني‌

اسمه ونسبه:

الحسين بن مياح المدائني، هذه النسبة إلى المدائن، وهي بلدة قديمة مبنية على‌ دجلة، وكانت مملكة الأكاسرة على‌ سبعة فراسخ من بغداد،[2] دفن فيها سلمان المحمّدي الفارسي، وسكنها جملة من رواة الشيعة.

[1]. الكافي: ج 8 ص 349 ح 548.

[2]. الأنساب: ج 5 ص 230.