اسم الکتاب : جواهر الحكمة للشباب المؤلف : محمدی ریشهری، محمد الجزء : 1 صفحة : 7
تمهيد
إنّ مرحلة الشَّباب تعتبر من أحسن الفرص المتاحة للإنسان لتحقيق الإبداع وبناء الذّات، كما أنّ الشّبان يُعتبرون من أثمن الذخائر وأنفَسها في المجتمعات الإنسانية.
ومن هنا فإنّ تطور أيّ بلد مرهون بتربية قدرات الشَّباب وتعليمهم وتنمية مواهبهم، لذا حظيت قضية الشَّباب دوماً باهتمام قادة الفكر والدين والسياسة في العالم على طول التاريخ البشري، و يقول أحد الكتّاب المعاصرين:
لقد أ لّف الحكيم والمؤرخ اليوناني كِزِنْفون (430- 355 ق. م) كتابين حول إيران، أحدهما بعنوان كورُش نامة الذي تعرّض فيه إلى تربية الشَّباب الإيراني في العهد الهخامنشي، وممّا جاء في كتابه: «إنّهم يلقّنون أولادهم التقوى والفضيلة مثلما يعلمهم الآخرون القراءة والكتابة ... ويسعى الإيرانيون في قوانينهم إلى أن يتربّى الأفراد بشكل يقيهم قبل كلّ شيء من فعل المنكرات ويردعهم عن القبائح» ...
واعتبر كِزِنْفون اهتمام الهخامنشيين بتربية الشَّباب واحداً من أبرز أسباب قوتهم، حيث كانوا في زمانهم أعظم دول العالم.[1]