أما عَلِمتَ أنَّ أصحابَ الكَهفِ كانوا كُلُّهُم كُهولًا فَسَّماهُمُ اللَّهُ فِتيَةً بِإِيمانهِمِ؟! يا سُلَيمانُ، مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاتَّقى‌ فَهُوَ الفَتى‌.[1]

إنّ الإنسان اللائق والعاقل تزداد لديه قوّة الفكر وحيوية الروح رغم ضعف قواه الجسمانية، وقد جاء في كلام أمير المؤمنين عليه السلام ما يشير إلى ذلك:

إذا شابَ العاقِلُ شَبَّ عَقلُهُ.[2]

والنموذج الواضح لهذا النوع من الشيخوخة الشابّة في وقتنا الحاضر، هو الإمام الخميني قدس سره الذي جذب شباب المسلمين- بشبابية فكره وروحه- في كافة أرجاء العالم فضلًا عن الشَّباب المسلم في إيران.

تعاليم الإسلام بشأن الشَّباب‌

إنّ كتاب جواهر الحكمة للشَّباب يُقدّم تعاليم القرآن ويستعرض الإرشادات الواردة في الأحاديث الشريفة الخاصّة بالشباب في خمسة أقسام كما يلي:

أولًا: دور فترة الشَّباب في التربية وبناء الذّات‌

إنّ التأمّل في القسم الأوّل من هذا الكتاب يشير إلى أنّ الشَّباب يمثّل من وجهة نظر القرآن والحديث الشريف ربيع العمر وأحسن الفرص لبناء الذّات والإبداع على‌ كافة الأصعدة، وقد ورد ما يشير إلى‌ قيمة هذه الفرصة وأهميتها، بحيث إنّ اللَّه سبحانه يخصّها بالحساب يوم القيامة

[1]. راجع: ص 236 ح 538.

[2]. غرر الحكم: ح 4169.