كما تعرّض أيضا لمضارّ الانشداد للدنيا المذمومة وجذور ذلك ، وعلامات هذا الانشداد . القسم الثالث : في بيان مفهوم «الزهد» في الدنيا وآثاره وفوائده ومبادئه ومناشئه ، والفرق بين مفهوم الزهد في الإسلام والرهبانية في المسيحية ، وكذلك التعاليم الواردة في كيفية اكتسابه والتجلّي به ، ونماذج من الزهد في الإسلام . القسم الرابع : في بيان حقيقة «الآخرة» والحياة ما بعد الموت وخصائصها ، والتأكيد على الاهتمام بالحياة الخالدة وخصائص أهل الآخرة ، وآثار الاهتمام بالآخرة والتأكيد على ذكرها وعدم نسيانها ، وفوائد تذكّرها ، ومضارّ الغفلة عنها ، والتأكيد على ما يوجب السعادة والهناء من الأعمال فيها .

نكتتان هامّتان

إنّ ما تمّ استعراضه إجمالاً ، ستتكفل بحوث الكتاب ببيان تفصيله ، ولكن تجدر الإشارة قبل ذلك إلى أمرين : 1 . الإعجاز في بيان حقيقة الدنيا والآخرة : ما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف حول حقيقة الدنيا والآخرة وكيفية التعامل معهما يعتبر ـ في الواقع ـ على حدّ الإعجاز . فالإمعان الصادق يثبت بجلاء قصور فكرة الإنسان ـ إذا ما تجرّد عن الارتباط بمبدأ الوحي ـ عن إدراك المائز بهذا المستوى من الدقّة الواردة في الأحاديث ـ بين الدنيا الّتي هي مزرعة الآخرة ، والدنيا الّتي هي في قبال الآخرة ، وكذلك عاجز عن إدراك معرفة طريق الخلاص من مكائد الدنيا المذمومة ، والحث على إعمار الدار الأبدية إلى جانب إعمار الدار المؤقتة . 2 . التأكيد على مداومة مطالعة هذا الكتاب :