أقول: الفواق- كغراب-
الذي يأخذ المحتضر عند النزع، والريح الّتي تشخص من صدره وما بين الحلبتين من
الوقت[1].
[باب الخير والشرّ]
قال عليه السلام: أوحى
اللَّه. [ص 154 ح 1]
أقول: أوّلًا خلق كلمة
وأنزلته ثانياً في التوراة.
قال عليه السلام: وخلقت
الخير. [ص 154 ح 1]
أقول: أيلا بالإيجاد،
بل بالمشيّة.
قال عليه السلام: فطوبى.
[ص 154 ح 1]
أقول: طوبى من الطيب،
قلبوا الياء واواً لضمّة ما قبلها[2].
قال قدس سره: وخلقت
الشرّ. [ص 154 ح 1]
أقول: لا يخفى أنّ خلق
الشرّ وإيجاده تعالى بالعرض لا بالذات بل ذلك تبعاً لإيجاده الخيرات. ألا ترى أنّ
خلق الماء فيه منافع كثيرة وشرور قليلة وهدم بعض الأبنية وهلاك بعض الأشخاص،
والواجب- سبحانه وتعالى- إنّما أوجده للأوّل من الأمرين لا للأخير، فيكون المطلوب
منه هو الحسنَ لا القبيح، وكذا إنّ ما خلق مشتمل على خيرات كثيرة وشرور قليلة وليس
خلقه إلّالاشتماله على الخيرات لا لاشتماله على الشرور أو لاشتماله عليهما معاً،
فيكون وقوع الشرّ منه تعالى بالعرض لا بالذات.
وبالجملة، إنّه لا يمكن
أن يخلو خلقه عنها وهو تعالى إنّما أوجده لهذه الخيرات لا لهذه الشرور، فيكون
المطلوب منها ما هو أليق وأحسن بها، ولهذا أعطى كلّ شيء منهم ما بقي بتحصيل
كمالاته ولم يخصّ بعض منها ببعض، غاية الأمر أنّ بعضاً منها لُامور عرضيّة غير ذاتيّة،
فلا يرتكب استعمال ما أعطاه اللَّه فيما خلق لأجله وهو