responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حكمت نامه امام حسين المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 114

75. تاريخ الطبري عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي: لَمّا قَدِمَت كُتُبُ أهلِ العِراقِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام و تَهَيَّأَ لِلمَسيرِ إلَى العِراقِ، أتَيتُهُ فَدَخَلتُ عَلَيهِ و هُوَ بِمَكَّةَ، فَحَمِدتُ اللّهَ و أثنَيتُ عَلَيهِ، ثُمَّ قُلتُ: أمّا بَعدُ، فَإِنّي أتَيتُكَ يَا ابنَ عَمِّ لِحاجَةٍ اريدُ ذِكرَها لَكَ نَصيحَةً، فَإِن كُنتَ تَرى أنَّكَ تَستَنصِحُني و إلّا كَفَفتُ عَمّا اريدُ أن أقولَ.

فَقالَ: قُل، فَوَ اللّهِ ما أظُنُّكَ بِسَيِّئِ الرَّأيِ و لا هَوٍ[1] لِلقَبيحِ مِنَ الأَمرِ وَ الفِعلِ.

قالَ: قُلتُ لَهُ: إنَّهُ قَد بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ المَسيرَ إلَى العِراقِ، و إنّي مُشفِقٌ عَلَيكَ مِن مَسيرِكَ، إنَّكَ تَأتي بَلَدا فيهِ عُمّالُهُ و امَراؤُهُ و مَعَهُم بُيوتُ الأَموالِ، و إنَّمَا النّاسُ عَبيدٌ لِهذَا الدِّرهَم وَ الدّينارِ، و لا آمَنُ عَلَيكَ أن يُقاتِلَكَ مَن وَعَدَكَ نَصرَهُ، و مَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِمَّن يُقاتِلُكَ مَعَهُ.

فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: جَزاكَ اللّهُ خَيرا يَا ابنَ عَمِّ، فَقَد وَ اللّهِ عَلِمتُ أنَّكَ مَشَيتَ بِنُصحٍ، و تَكَلَّمتَ بِعَقلٍ، و مَهما يُقضَ مِن أمرٍ يَكُن؛ أخَذتُ بِرَأيِكَ أو تَرَكتُهُ، فَأَنتَ عِندي‌

أحمَدُ مُشيرٍ، و أنصَحُ ناصِحٍ.

قالَ: فَانصَرَفتُ مِن عِندِهِ فَدَخَلتُ عَلَى الحارِثِ بنِ خالِدِ بنِ العاصِ بنِ هِشامٍ، فَسَأَلَني: هَل لَقيتَ حُسَينا؟ فَقُلتُ لَهُ: نَعَم.

قالَ: فَما قالَ لَكَ، و ما قُلتَ لَهُ؟

قالَ: فَقُلتُ لَهُ: قُلتُ كَذا و كَذا، و قالَ كَذا و كَذا.

فَقالَ: نَصَحتَهُ و رَبِّ المَروَةِ الشَّهباءِ[2]، أما و رَبِّ البَنِيَّةِ، إنَّ الرَّأيَ لَما رَأَيتَهُ قَبِلَهُ أو تَرَكَهُ، ثُمَّ قالَ:

رُبَّ مُستَنصَحٍ يَغُشُّ و يُردي‌[3]

و ظَنينٍ بِالغَيبِ يُلفى‌[4] نَصيحا.[5]


[1][ من‌] هويت الشي‌ء أهواه: إذا أحببته( مجمع البحرين: ج 3 ص 1889« هوى»).

[2] الشهباء: البيضاء( لسان العرب: ج 1 ص 508« شهب»).

[3] ردِيَ يردى: أي هلك و أرداهُ غيرُه( الصحاح: ج 6 ص 2355« ردى»).

[4] ألفيت الشي‌ء: إذا وجدته و صادفته و لقيته( النهاية: ج 4 ص 262« لفا»).

[5] تاريخ الطبري: ج 5 ص 382، الكامل في التاريخ: ج 2 ص 545 و فيه صدره إلى« أنصح ناصح»، الفتوح: ج 5 ص 64، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 215 كلّها نحوه و راجع: أنساب الأشراف: ج 3 ص 373 و تاريخ دمشق: ج 14 ص 209.

اسم الکتاب : حكمت نامه امام حسين المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست