قال الشيخ حسن في منتقى الجمان 1:
18: قال في الخلاصة:« حمزة بن بزيع من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم كثير العمل»
والحال أنّ هذا الرجل مجهول بغير شكّ، بل وردت في شأنه رواية رواها الكشّي تقتضي
كونه من الواقفة، وحكاها العلّامة بعد العبارة التي ذكرناها، وردّها بضعف السند،
ومنشؤ هذا التوهّم أنّ حمزة عمّ محمّد بن إسماعيل الثقة الجليل، واتّفق في كتاب
النجاشي الثناء على محمّد بهذه المدحة التي هو أهلها بعد ذكره لحمزة استطراداً كما
هي عادته. ثمّ إنّ السيّد جمال الدين ابن طاووس حكى في كتابه صورة كلام النجاشي
بزيادة وقعت منه أو من بعض الناسخين لكتاب النجاشي توهّماً وتلك الزيادة موهمة
لكون المدحة متعلّقة بحمزة مع معونة اختصار السيّد لكلام النجاشي فأبقى منه هنا
بقيّة كانت تعين على دفع التوهّم، والذي تحقّقته من حال العلّامة رحمه الله أنّه
كثير التتبّع للسيّد بحيث يقوى في الظنّ أنّه لم يكن يتجاوز كتابه في المراجعة
لكلام السلف غالباً فكأنّه جرى على تلك العادة في هذا الموضع وصورة كلام النجاشي
هكذا:« محمّد بن إسماعيل بن بزيع أبو جعفر مولى المنصور أبي جعفر، وولد بزيع بيتٌ
منهم حمزة بن بزيع. كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل، له كتب منها
كتاب ثواب الحجّ وكتاب الحجّ» وموضع الحاجة من حكاية السيّد لهذا الكلام صورته
هكذا:« وولد بزيع بيت منهم حمزة بن بزيع وكان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم كثير
العمل» ولم يزد على هذا القدر، ولا ريب أنّ زيادة الواو في قوله:« وكان» وترك
قوله:« له كتب» سببان قويّان للتوهّم المذكور وخصوصاً الثاني، فإنّ عود الضمير في«
له» إلى محمّد بن إسماعيل ليس بموضع شكّ، فعطفه على الكلام الأوّل من دون قرينة
على اختلاف مرجع الضميرين دليل واضح على اتّحاده مضافاً إلى أنّ المقام مقام بيان
حال محمّد لا حمزة.
انظر أيضاً تنقيح المقال 1: 373.
اسم الکتاب : الرجال( الحر العاملي) المؤلف : الشيخ حرّ العاملي الجزء : 1 صفحة : 107