ظلمته
وكملت كدورته استقرّ الكفر وكلّ ما هو باطل فيه ، وإذا كان بين ذلك باختلاط الضياء
والظلمة فيه كان متردّداً بين الإقبال والإدبار ومذبذباً بين الإيمان والكفر ، فإن
غلب الأوّل دخل الإيمان فيه من غير استقرار ، وإن غلب الثاني دخل الكفر فيه كذلك.
وربّما يصير الغالب مغلوباً فيعود من الإيمان إلى الكفر ومن الكفر إلى الإيمان ،
فلابدّ للعبد من مراعاة قلبه ، فإن رآه مقبلاً إلى الله عزّوجلّ شكره وبذل جهده
وطلب منه الزيادة ؛ لئلاّ بستدبر وينقلب ويزيغ عن الحقّ ، كما ذكره سبحانه عن قوم
صالحين(
رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ
رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ )
[ آل عمران (٣) : ٨ ] ، وإن رآه مدبراً زائغاً عن الحقّ ، تاب واستدرك ما فرّط فيه
وتوكّل على الله وتوسّل إليه بالدعاء والتضرّع ؛ لتدركه العناية الربّانيّة فتخرجه
من الظلمات إلى النور ، وإن لم يفعل ربّما سلّط عليه عدوّه الشيطان واستحقّ من
ربّه الخذلان فيموت مسلوب الإيمان ، كما قال سبحانه : ( فَلَمّا زاغُوا أَزاغَ
اللهُ قُلُوبَهُمْ ) [ الصفّ (٦١) : ٥ ] ،
أعاذنا الله من ذلك وسائر أهل الإيمان ».
[١٥]
الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٢ ، ح ١٨٨٢ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٥٩ ، ح ٨٧١٩ ، من
قوله : « وجبل بعض المؤمنين » ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٢٠ ، ح ٤.
[١]
في « ج ، ه ، بف » وحاشية « د » : « باب فيمن يثبت عليه الشهادة بالإيمان والنفاق
». وفي « بس » : « علامات المعار ». وفي حاشية « بف » : ـ / « في ».
[٦]
في « ب ، ج ، ز ، ص ، بر ، بس » وحاشية « د ، بف » وشرح المازندراني : « فأتت ».
وفي مرآة العقول والبحار : « فاثبت ». ويمكن قراءته على بناء الأمر من الإفعال.
[٧]
في الكافي ، ح ١١٥ : ـ / « بالنجاة ».
وفي الأمالي للصدوق : « فهو ناج » بدل « فاثبت له الشهادة بالنجاة ».
اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 4 صفحة : 205