ونقله
العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٦٥ ، ثمّ قال : « وأقول : هذا
الخبر وما تقدّم في باب كراهية التوقيت يدلاّن على أنّ يقطين لم يكن مشكوراً وكان
منحرفاً عن هذه الناحية ، وهذا الخبر يدلّ على أنّ الصادق عليهالسلام كان دعا على يقطين وولده ولعنهم ، وكان عليّ
مشفقاً خائفاً من أن يصيبه أثر تلك الدعوة واللعنة ، فأجاب عليهالسلام بأنّ اللعنة وسائر الشرار لاتصيب المؤمن الذي
في صلب الكافر ، وشبّه ذلك بالحصاة في اللبنة ؛ فإنّه لايضرّ الحصاة ما تقع على
اللبنة من المطر وغيره ، فعلى هذا شبّه عليهالسلام
اللعنة بالمطر ؛ لأنّ المطر يفتّت اللبنة ويفرّقها ويبطلها ، فكذا اللعنة تبطل من
تصيبه وتفتّته وتفرّقه.
ويحتمل
أن يكون شبّه عليهالسلام الرحمة والألطاف التي تشمل من الله تعالى
المؤمن بالمطر ، ويكون الغرض أنّ ألطافه سبحانه ورحماته التي تحفظ طينة المؤمن
تغسله وتطهّره من لوث الكفر وما يلزمه وما يتبعه من اللعنات والعقوبات ، كما يغسل
المطر لوث الطين من الحصاة ، ولعلّه أظهر.
وحاصل
الكلام على الوجهين أنّ دعاءه عليهالسلام
كان مشروطاً بعدم إيمانهم ولم يكن مطلقاً ، وكان غرضه عليهالسلام اللعن على من يشبهه من أولاده ».
[٨]
في الوافي : « قد مضى ما يصلح لأن
يكون شرحاً وبياناً ما لهذا الحديث ، والجنّة تشمل جنان الجبروت والملكوت. والمزن
: السحاب ، وهو أيضاً يعمّ سحاب ماء الرحمة والجود والكرم ، وسحاب ماء المطر
والخصب والديم. وكما أنّ لكلّ قطرة من ماء المطر صورة وسحاباً انفصلت منه في عالم
الملك ، كذلك له
اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 3 صفحة : 38