اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 15 صفحة : 410
أنتم فيها سفر حلول [١] ، الموت بكم نزول [٢] ، تنتضل [٣] فيكم مناياه [٤] ، وتمضي بأخباركم مطاياه إلى دار الثواب والعقاب ،
والجزاء والحساب.
فرحم الله امرأ
راقب ربه [٥] ، وتنكب [٦] ذنبه ، وكابر [٧] هواه ، وكذب مناه ، امرأ زم [٨] نفسه من
التقوى [٩] بزمام ، وألجمها من خشية ربها بلجام ، فقادها إلى
الطاعة بزمامها ، وقدعها [١٠] عن المعصية بلجامها ، رافعا إلى المعاد طرفه ، متوقعا
في كل أوان
[١] السفر : جمع
سافر ، والحلول : جمع حال ، قال العلامة المجلسي : «قوله عليهالسلام
: سفر حلول ، هما جمعان ، أي مسافرون حللتم بالدنيا». راجع : المصباح المنير ، ص
٢٧٨ (سفر) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٠٤ (حلل).
[٢] في المرآة : «قوله
عليهالسلام
: نزول ، بفتح النون ، أي نازل».
[٣] في «د ، ع» : «ينتصل».
وفي «ل ، م ، جد» : «ينتضل». والانتضال : رمي السهام للسبق ، يقال : انتضل القوم
وتناضلوا ، أي رموا للسبق. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٧٢ (نضل).
[٤] المنايا : جمع
المنية ، وهي الموت ، من المني بمعنى التقدير ؛ لأنها مقدرة بوقت مخصوص. وقال
العلامة المازندراني : «ضمير مناياه راجع إلى الموت ، والمراد بالمنايا أسبابه ،
وإرجاعه إلى الدنيا باعتبار الدهر بعيد». وقال العلامة المجلسي : «الانتضال : رمي
السهام للسبق. والمنايا : جمع المنية ، وهو الموت. ولعل الضمير راجع إلى الدنيا
بتأويل الدهر ، أو بتشبيهها بالرجل الرامي ، أي ترمي إليكم المنايا في الدنيا
سهامها فتهلككم ، والسهام : الأمراض والبلايا الموجبة للموت. ويحتمل أن يكون فاعل
«تتنصل» الضمير الراجع إلى الدنيا ، ويكون المرمي المنايا ، والأول أظهر. ويمكن
إرجاع ضمير «مناياه» إلى الموت بأن يكون المراد بالمنايا البلايا التي هي أسباب
الموت ، اطلق عليه مجازا تسمية للسبب باسم المسبب». وقيل غير ذلك. راجع : النهاية
، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ؛ لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ (مني) ؛ شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص
٢٠٠ ؛ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٨١ ـ ٨٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ٥٠.
[٥] في شرح
المازندراني : «راقب ربه ، أي حافظ ربه ، كأنه يراه فيخلي الظاهر والباطن عن
الرذائل ، ويحليهما بالفضائل ، وينظر إلى جميع حركاته وسكناته ولحظاته ، فإن كانت
إلهية بادر إليها ، وإن كانت شيطانية تعجل إلى دفعها». وقيل غير ذلك. راجع : مرآة
العقول ، ج ٢٦ ، ص ٥٠.
[٦] في تحف العقول :
«وتوكف». والتنكب عن الشيء : هو الميل والعدول عنه ، وتنكبه : تجنبه. الصحاح ، ج ١
، ص ٢٢٨ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٢ (نكب).