اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 15 صفحة : 408
أيها الناس ،
إن الدنيا ليست لكم بدار ولا قرار ، إنما أنتم فيها كركب عرسوا [١] فأناخوا [٢] ، ثم استقلوا [٣] فغدوا [٤] وراحوا [٥] ، دخلوا [٦] خفافا [٧] ، وراحوا
خفافا [٨] ، لم يجدوا عن مضي [٩] نزوعا [١٠] ، ولا إلى ما تركوا رجوعا ، جد بهم فجدوا [١١] ، وركنوا إلى
الدنيا فما
[١] التعريس : نزول
المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٦ (عرس).
[٢] «فأناخوا» أي
لزموا وأقاموا ؛ من النوخة ، وهي الإقامة. ويقال : أناخ الإبل فاستناخت ، أي
أبركها فبركت ، وهو أن تلصق صدرها بالأرض ، يقال : برك البعير ، أي ألقى بركه
بالأرض ، وهو صدره. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٩٦ (برك) ، وج ٣ ، ص ٦٥ ؛ تاج
العروس ، ج ٤ ، ص ٣٢٢ (نوخ).
[٣] يقال : استقل
القوم ، أي مضوا وذهبوا وارتحلوا ، واستقل الشيء ، أي حمله ورفعه. راجع : الصحاح ،
ج ٥ ، ص ١٨٠٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٨٦ (قلل).
[٥] «فغدوا» من
الغدو ، وهو سير أول النهار ، نقيض الرواح ؛ قاله ابن الأثير. وقال الفيومي : «راح
يروح رواحا ، وتروح مثله يكون بمعنى الغدو وبمعنى الرجوع ، وقد طابق بينهما في
قوله تعالى : (غُدُوُّها
شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ)
[سبأ (٣٤) : ١٢] ، أي ذهابها ورجوعها. وقد يتوهم بعض الناس أن الرواح لا يكون
إلافي آخر النهار ، وليس كذلك ، بل الرواح والغدو عند العرب يستعملان في المسير أي
وقت كان من ليل أو نهار ، قاله الأزهري وغيره». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤٦ (غدا)
؛ المصباح المنير ، ص ٢٤٢ (روح).
[٦] في «ن ، جت ، جد»
: «ودخلوا». وفي حاشية «جت» : «وخلوا».
[٧] في «ع ، بف» : «جفافا».
وفي شرح المازندراني : «الخفاف : ضد الثقال ، وضمير الجمع للركب ، أي دخلوا في
الدنيا خفافا من متاعها ، وراحوا منها إلى الآخرة خفافا منه». وفي المرآة : «قوله عليهالسلام
: دخلوا خفافا ، هو جمع خفيف ، أي دخلوا في الدنيا عند ولادتهم خفافا بلا زاد ولا
مال ، وراحوا عند الموت كذلك. ويحتمل أن يكون كناية عن الإسراع».
[١٠] «لم يجدوا عن
مضي نزوعا» أي لم يقدروا على الكف والإباء عن المضي ، يقال : نزع عن الشيء نزوعا ،
أي كف ، وأقلع عنه ، وانتهى عنه ، وأباه. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٠٠ ؛ القاموس
المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٢٥ (نزع).
[١١] الجد ، بالكسر
: الاجتهاد في الأمر ، وضد الهزل ، والعجلة. قال العلامة المازندراني : «الجد :
بالكسر : الاجتهاد في الأمر ، والهزل ، وفعله من بابي ضرب وقتل ، أي جد المضي
والذهاب من الدنيا بهم فجدوا فيهما اضطرارا». وقال العلامة المجلسي : «قوله عليهالسلام
: جدبهم فجدوا ، أي حثوهم على الإسراع في السير ، فأسرعوا. وفيه استعارة تمثيلية ،
شبه سرعة زوال القوى وتسبب أسباب الموت وكثرة ما يوجب الزوال من الأسباب
اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 15 صفحة : 408