اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 0 صفحة : 76
والحجاز ودمشق
آلاف الضحايا الأبرياء ، وبلغت قوّتهم في عصر الكليني رحمهالله أنّه لم يقدر على الوقوف بوجههم جيش مقاتل ، ولم تصمد أمامهم مدينة محاربة ،
وقطع القرامطة الطريق على المسلمين حتّى توقّف الحجّ في زمانهم من سنة ( ٣٢٢ هـ ) إلى
سنة ( ٣٢٧ ه ).
ومن جرائمهم
الكبرى أنّهم اعتدوا على حرمة الكعبة المشرّفة سنة ( ٣١٧ هـ ) فدخلوا الحرم المكّي
الشريف ، وقتلوا الحاجّ أثناء الطواف ، وطرحوا القتلى في بئر زمزم ، وعرّوا الكعبة
المشرّفة من كسوتها ، وقلعوا بابها ، كما اقتلعوا الحجر الأسود وبقي عندهم أكثر من
عشرين سنة في عاصمتهم « هجر » إلى أن رُدّ إلى مكانه بفضل الدولة الفاطميّة بمصر.
وكانت للقرامطة
آراء وعقائد فاسدة كثيرة ، والكثير منها دالّ على كفرهم ومُرُوقهم من الدين ، كما
نصّ على هذا أصحاب المقالات والفِرَق كالأشعري والنوبختي وغيرهم [١].
كلّ هذا حمل علماء
الإماميّة للتصدّي إلى تلك الحركة قبل ظهورها بالكوفة ، كما يظهر من كتاب الفضل بن
شاذان ( م ٢٦٠ هـ ) المعنون بكتاب الردّ على الباطنيّة والقرامطة [٢] ، والكليني المعاصر لتلك الحركة في تأليفه هذا الكتاب الذي
نسبه إليه النجاشي [٣] والشيخ الطوسي [٤].
ولا يخفى ما يحمله
عنوان الردّ على
القرامطة من مسحة كلاميّة
، الأمر الذي يشير إلى تضلّع الكليني بعلم الكلام الإسلامي.
ثالثاً ـ كتاب رسائل الأئمّة عليهمالسلام :
ذكره النجاشي في
مؤلّفات الكليني [٥] ، وسمّاه الشيخ الطوسي بـ « كتاب الرسائل » [٦]
[١]
لخّصنا هذا الكلام بشأن تلك الحركة من مصادر عديدة ، منها : التنبيه
والإشراف ، ص ٣٢٢ ـ ٣٢٥ و ٣٤٥ ؛ الكامل
في التاريخ ، ج ٦ ، ص ٣٩٦ ـ ٤٣٧ ؛ وج ٧ ، ص ١٥ ـ ٣٢
؛ البداية
والنهاية ، ج ١١ ، ص ٩٢ ـ ١١٥ و ١٦٨ ـ ١٨٢.